Warning: date() [function.date]: It is not safe to rely on the system's timezone settings. You are *required* to use the date.timezone setting or the date_default_timezone_set() function. In case you used any of those methods and you are still getting this warning, you most likely misspelled the timezone identifier. We selected 'UTC' for 'UTC/0.0/no DST' instead in /var/www/html/libraries/joomla/utilities/date.php on line 184
Warning: mktime() [function.mktime]: It is not safe to rely on the system's timezone settings. You are *required* to use the date.timezone setting or the date_default_timezone_set() function. In case you used any of those methods and you are still getting this warning, you most likely misspelled the timezone identifier. We selected 'UTC' for 'UTC/0.0/no DST' instead in /var/www/html/libraries/joomla/utilities/date.php on line 117
Warning: date() [function.date]: It is not safe to rely on the system's timezone settings. You are *required* to use the date.timezone setting or the date_default_timezone_set() function. In case you used any of those methods and you are still getting this warning, you most likely misspelled the timezone identifier. We selected 'UTC' for 'UTC/0.0/no DST' instead in /var/www/html/libraries/joomla/utilities/date.php on line 184
Warning: date() [function.date]: It is not safe to rely on the system's timezone settings. You are *required* to use the date.timezone setting or the date_default_timezone_set() function. In case you used any of those methods and you are still getting this warning, you most likely misspelled the timezone identifier. We selected 'UTC' for 'UTC/0.0/no DST' instead in /var/www/html/libraries/joomla/utilities/date.php on line 184
Warning: mktime() [function.mktime]: It is not safe to rely on the system's timezone settings. You are *required* to use the date.timezone setting or the date_default_timezone_set() function. In case you used any of those methods and you are still getting this warning, you most likely misspelled the timezone identifier. We selected 'UTC' for 'UTC/0.0/no DST' instead in /var/www/html/libraries/joomla/utilities/date.php on line 117
Warning: date() [function.date]: It is not safe to rely on the system's timezone settings. You are *required* to use the date.timezone setting or the date_default_timezone_set() function. In case you used any of those methods and you are still getting this warning, you most likely misspelled the timezone identifier. We selected 'UTC' for 'UTC/0.0/no DST' instead in /var/www/html/libraries/joomla/utilities/date.php on line 184
Warning: date() [function.date]: It is not safe to rely on the system's timezone settings. You are *required* to use the date.timezone setting or the date_default_timezone_set() function. In case you used any of those methods and you are still getting this warning, you most likely misspelled the timezone identifier. We selected 'UTC' for 'UTC/0.0/no DST' instead in /var/www/html/libraries/joomla/utilities/date.php on line 184 التأريخ الإسلامينور الهدى ـ موقع إسلامي دعوي, تجد فيه أنوار الهداية وأسباب السعادة, التي يسعى كل ذي عقل سليم إلى تحصيلها,ولا شكّ أنّ قطبها الذي عليه تدور, وأساسها الذي عليه تقوم , وَمُسْتَقَرُّ النَّجَاةِ الَّذِي عَنْهُ لَا تَحُورُ, إنما هو طاعة الله عزّ وجلّ ورسوله صلى الله عليه وسلمhttp://www.nouralhuda.com/التأريخ-الإسلامي.feed2025-05-01T14:33:52ZJoomla! 1.5 - Open Source Content Managementالقدس .. والفتوحات بقلم: محمد محمد صالح ضيائي2010-04-23T07:44:01Z2010-04-23T07:44:01Zhttp://www.nouralhuda.com/التأريخ-الإسلامي/81.htmlالمديرspaguitte@gmail.com<div style="text-align: right;"><span style="font-size: 16px;"><strong><br />
</strong></span></div>
<p style="text-align: center;" class="sectiontableheader"><span style="font-size: 18px;"><strong>القدس .. والفتوحات     بقلم: محمد محمد صالح ضيائي</strong></span></p>
<div style="text-align: right;" dir="rtl"><span style="font-size: 16px;"><strong>الفتوحات الإسلامية التي شملت أكثر الأقاليم المعروفة في العالم ولسير الفاتحين المسلمين الذين حملوا إلى أمم العالم رسالة الإسلام وتعاليم الشريعة المحمدية الغراء ميزة خاصة على الفتوحات غير الإسلامية التي سبقت الإسلام منذ أقدم العصور أو تلته في العصور المتأخرة على يدي أعداء الإسلام ومناوئيه. <br />
<br />
</strong></span></div>
<div style="text-align: right;" dir="rtl"><span style="font-size: 16px;"><strong>فلقد كان القواد الإسلاميون يهدفون في حروبهم وفتوحاتهم إلى تحرير الأمم وإخراج الشعوبمن عبادة الخلق إلى عبادة الخالق، ومن ذل الكفر إلى عز الإيمان، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام. كان هذا هو شعار الفاتحين المسلمين في جميع أقطار العالم. قال ذلك ربعي بن عامر أمام كسرى في المدائن، وأروا العالم ذلك عمليا في عدلهم مع الشعوب المغلوبة على أمرهم، ورفقهم بالأسرى في الحروب والفتوحات.<br />
<br />
</strong></span></div>
<div style="text-align: right;" dir="rtl"><span style="font-size: 16px;"><strong>ولكي يظهر الفرق بين سير الفاتحين المسلمين وغير المسلمين، والفارق بين معاملة الفاتحين المسلمين وغير المسلمين مع الشعوب، ولكي يتضح عدل الإسلام والمسلمين ندرس تاريخ بيت المقدس هذه المدينة الإسلامية التي أصبحت الآن ضائعة مهانة تحت أقدام اليهود الغاصبين. هذه المدينة العتيقة من أقدم المدن المعروفة وأكثرها أهمية لدى أهل الأديان السماوية. ولا يعرف التاريخ منذ أقدم العصور مدينة تعرضت للغارات والفتن والتخريب مثل ما تعرضت لها مدينة القدس رغم كونها غير ذات أهمية كبيرة من الناحية التجارية والاقتصادية. <br />
<br />
</strong></span></div>
<p style="text-align: right;" class="code"><span style="font-size: 16px;"><strong>1- وأقدم فتنة سجلها التاريخ لبيت المقدس هي القتل والتخريب العام الذي قام به بنو إسرائيل عام ألف ومائة وتسعة وثمانين قبل الميلاد: فتقول التوراة: (سفر يوشع الفصل السابع 221) "إن بني إسرائيل خرجوا من أريحا يقصدون فتح مدينة (بيوس) -وهي اسم مدينة القدس آنذاك- فما مروا على مدينة من مدن فلسطين إلا وقتلوا كل من فيها من إنسان وحيوان، فعلوا ذلك في أريحا وبيوس ووو وهي أمهات المدن الفلسطينية آنذاك". ونصوص التوراة تؤكد أن بني إسرائيل كانوا يحرقون كل مدينة فتحوها بعد قتل من فيها من الأميين.<br />
<br />
</strong></span></p>
<p style="text-align: right;" class="code"><span style="font-size: 16px;"><strong>2- ثم من الفتن التي حفظها التاريخ لبيت المقدس حملة الملك الآشوري (سنحاريب) التي كانت في عام 713 قبل الميلاد - أي بعد الفتنة الأولى ب480عام- فقد استولى الملك الآشوري على القدس وقتل كل من قدر عليه من اليهود وحمل ما استطاع من الأموال وعاد إلى بلاده.<br />
<br />
</strong></span></p>
<p style="text-align: right;" class="code"><span style="font-size: 16px;"><strong>3-ثم عاد بعد ثلاث سنوات - أي في عام 710 قبل الميلاد - فأجهز على بقية سكانها وخرب المدينة المقدسة. ولكن ما إن ستتب له الأمر في القدس حتى عم جيشه الطاعون فقتل أكثر من مائة وثمانين ألفا من جيشه وكان السبب في إنهاء الحكم الآشوري عن ا لعالم .<br />
<br />
</strong></span></p>
<p style="text-align: right;" class="code"><span style="font-size: 16px;"><strong>4-ثم هاجم القدس بعد الآشوريين حكام مصر فاحتلوها وأصبح أهلها يؤدون الخراج للفراعنة مدة غير طويلة من الزمن.<br />
<br />
</strong></span></p>
<p style="text-align: right;" class="code"><span style="font-size: 16px;"><strong>5-ولما استقل اليهود بالحكم في فلسطين بعد ذلك عاثوا في الأرض فسادا كما تقتضيه السجية اليهودية فانتقم الله منهم فسلط عليهم (بختنصر) ملك بابل فهاجم القدس البابليون بقيادة الملك المذكور واحتلوها عام 597 قبل الميلاد فقتل الكثير من سكانها ثم صالح بقية السيف منهم على خراج سنوي يحملونه إلى بابل.<br />
<br />
</strong></span></p>
<p style="text-align: right;" class="code"><span style="font-size: 16px;"><strong>6-ولكن الإسرائيليين ثاروا ضده وخلعوا طاعته فعاد إليهم عام 586 قبل الميلاد وحاصر القدس مدة سنتين ثم فتحها وقتل كل من شاء من اليهود وأخذ معه أشراف بني إسرائيل وعلى رأسهم (حزقيا) أسرى إلى بابل، وغادر القدس بعد أن أحرق المعبد وهدم المدينة وتركها في صورة مقبرة. وبقيت القدس مهجورة حتى انقرض ملك البابليين واستولى على بابل أحد ملوك فارس الأقدمين المعروف (كورش) فعطف على اليهود وأحسن إليهم وأعادهم إلى القدس وساعدهم في تجديد بناء المدينة المقدسة.<br />
<br />
</strong></span></p>
<p style="text-align: right;" class="code"><span style="font-size: 16px;"><strong>7-ولما استعاد اليهود حريتهم عادوا إلى الفساد والظلم فسلط الله عليهم أحد خلفاء اسكندر المقدر ني فقد هاجم القدس القائد الروماني (انتيوخوس آبيفانوس) عام 168 قبل الميلاد وأحتلها وخرب المعبد وهدم حصار المدينة وقتل معظم سكانها، ومن هذا التاريخ أصبحت القدس تحت سيطرة الرومان.<br />
<br />
</strong></span></p>
<p style="text-align: right;" class="code"><span style="font-size: 16px;"><strong>8-وفترة حكم الرومان على فلسطين كانت مدينة القدس معرضة للقتل والتخريب أكثر من أية مدينة فلسطينية أخرى، ولم تخل المدينة من الثورات والفتن يوما من الأيام ففي عام 65 قبل الميلاد حاصر القائد الروماني الجبار (بومبي) مدينة القدس مدة ثلاثة أشهر ثم فتحها وقتل أكثر أهلها.<br />
<br />
</strong></span></p>
<p style="text-align: right;" class="code"><span style="font-size: 16px;"><strong> 9- وكذلك أيام حكم القائد الروماني (بيلاطس) الذي حكم فلسطين من سنة 29إلى 39 بعد الميلاد تعرضت القدس للخراب والهدم عدة مرات طيلة عشر سنوات.<br />
<br />
</strong></span></p>
<p style="text-align: right;" class="code"><span style="font-size: 16px;"><strong>10- ولم تكد القدس تنسى الفتن والغارات التي مر بعضها حتى دهمتها الفتنة التي يقول المؤرخون عنها أنها كانت منقطعة الشبيه في تاريخ القدس المليء بالأحداث والفت : فقد هاجم القدس السفاك الروماني (تيطس) عام 79 بعد الميلاد، وحاصر المدينة مدة طويلة حتى هلك الآلاف من سكانها جوعا، ثم عجز أهلها عن المقاومة فاستسلموا وفي ذلك يقول المؤرخ الشهير (يوسيفوس) الذي كان شاهد الوقعة حين اقتحام (تيطس) وجيشه مدينة القدس: "إن القتلى في ساحة المعبد وحدها بلغت عشرة آلاف نفس معظمها من النساء والصبيان والشيوخ الذين كانوا قد استعاذوا بالمعبد، وكانت الدماء تجري في الشوارع، وحسبنا أن نعلم أن عدد القتلى في هذه الحادثة قدر بنصف مليون نسمة، واستمر القتل مدة أشهر، وكانت النار مشتعلة في أكثر أحياء المدينة عدة أسابيع. وأخذ السفاك معه كثيراً من الشباب وباعهم في روما.<br />
<br />
</strong></span></p>
<p style="text-align: right;" class="code"><span style="font-size: 16px;"><strong>11- ثم جاء دور الملك الروماني (آدريانوس) فهاجم القدس واحتلها عام 135 بعد الميلاد ووضع السيف في أهلها وهدم المعبد ولم يبق من المدينة حجر على حجر. ولم يقتصر الملك الروماني على قتل اليهود بل قتل من قدر عليه من النصارى، وأمر بإخراجهم من كنائسهم وهدمها وبني معبدين في القدس أحدهما باسم الزهرة، والآخر باسم المشترى.<br />
<br />
</strong></span></p>
<p style="text-align: right;" class="code"><span style="font-size: 16px;"><strong>12- ثم هاجم القدس عام 614 بعد الميلاد جيش فارس فاحتلوها وقتلوا أكثر من 90 ألفا من سكانها المسيحيين، وبتحريك من اليهود هدموا كنيسة القيامة كما كسروا الصليب المقدس (حسب زعم النصارى).<br />
</strong></span></p>
<p style="text-align: right;" class="code"><span style="font-size: 16px;"><strong>هذه بعض الفتن والمصائب مرت بهذه المدينة المقدسة، ولا يخفى أن أكثر الفتن المذكورة في العصور المختلفة كانت اليهود إحدى حجري الرحى فيها وبعد مضي 1700 سنة على القدس وهي تغوص في بحار الدماء وتداس مقدساتها بأقدام الطغاة شهدت القدس جيشا دخلها ولكن اختلفت الأوضاع كما كانت القدس تعهده عند اقتحام الجيوش أبوابها، فقد قصد الجيش الإسلامي فتح الشام (ومنها القدس) في خلافة الصديق فتوجه المسلمون نحو الشام وهم يحملون رسالة الإسلام، وقد أمرهم الصديق الأكبر بالأوامر التالية: "لا تخونوا، ولا تغدروا، ولا تسرفوا في القتل، ولا تمثلوا، ولا تقتلوا صبيا ولا عجوزا ولا امرأة، ولا تحرقوا نخلا، ولا تقطعوا شجرة مثمرة، ولا تذبحوا شاة ولا بقرة ولا بعيرا إلا لله، وإذا مررتم بقوم اتخذوا صوامع وسكنوها فدعوهم وما هم عليه". ووصلت الجيوش الإسلامية إلى مدينة القدس أوائل خلافة عمر بن الخطاب ثاني الراشدين فحاصر القدس عمرو بن العاص بجيشه عدة أشهر<br />
 ورفض السكان تسليم المدينة إلى القائد وإبرام الصلح معه ورضوا بتسليم المدينة لأمير المؤمنين عمر نفسه، فاطلع عمرو أمير المؤمنين على القضية فجاء عمر على بعير يتعاقبه هو وغلامه إلى القدس، وخرج لاستقباله كبار المسيحيين وفي مقدمتهم رجال الدين المسيحي وكتب بينهم المعاهدة التالية:</strong></span></p>
<p style="text-align: right;" class="code"><span style="font-size: 16px;"><strong> "هذا ما أعطى عبد الله أمير المؤمنين عمر بن الخطاب أهل ايلياء ، أمنهم على أنفسهم وأموالهم وكنائسهم وصلبانهم، وسقيمها وبريئها وسائر ملتها أنه لا تسكن كنائسهم ولا يهدم ولا ينقض منها ولا من حيزها ولا من صليبهم ولا من شيء من أموالهم، ولا يكرهون على دينهم، ولا يضار أحد منهم، ولا يسكن بايلياء معهم من اليهود أحد، وعلى أهل ايلياء مقابل ذلك أن يعطوا الجزية كما يعطى أهل المدائن، وعليهم أن يخرجوا منها الروم واللصوص، فمن خرج منهم فإنه آمن على نفسه وماله حتى يبلغوا مأمنهم، ومن أقام منهم فهو آمن على نفسه وماله وعليه ما على أهل ايلياء من الجزية، ومن أحب من أهل ايلياء أن يسير بنفسه وماله مع الروم فإنهم آمنون على بيعهم وصلبانهم حتى يبلغوا مأمنهم، ومن كان بها من سائر أهل الأرض فمن شاء منهم قعد وعليه ما على أهل ايلياء من الجزية، ومن شاء سار مع الروم، ومن شاء رجع إلى بلده".</strong></span></p>
<p style="text-align: right;" class="code"><span style="font-size: 16px;"><strong>وهكذا لأول مرة دخل قائد بجيشه القدس يرحب بهم أهلها، ولم يقتل إنسان واحد باتفاق المؤرخين وبشهادة أعداء الإسلام أنفسهم. وظل المسيحيون يتمتعون بالأمن والاستقرار أيام الحكم الإسلامي على القدس قرابة قرنين ونصف قرن. <br />
</strong></span><span style="font-size: 16px;"><strong><br />
</strong></span></p>
<p style="text-align: right;" class="code"><span style="font-size: 16px;"><strong>13- حتى تحركت الضغائن الصليبية فهاجم القدس الجيوش الصليبية أكثر من مرة، وضعف المسلمون وعجزوا عن المقاومة فاحتلتها الجيوش الصليبية عام 1099ميلادية وقتل المسيحيون الذين يدعون أنهم رسل السلام والرحمة في يوم الاحتلال سبعين ألفا من المسلمين في القدس. ومكثوا فيها حاكمين ومستولين عليها مدة 90 عاما، حتى قيض الله للإسلام صلاح الدين الأيوبي فأعاد القدس إلى أهلها المسلمين وذلك في عام 1193 ميلادية واستعمل مع المسيحيين من النبل والرفق والسماحة ما جعل الأعداء يشهدون له بالأنصاف والعدل. وهدأت القدس بعد ذلك قرابة ثمانية قرون بفضل الحكام المسلمين.<br />
<br />
</strong></span></p>
<p style="text-align: right;" class="code"><span style="font-size: 16px;"><strong>14- إلى قيام الحرب العالمية حيث احتلتها القوات البريطانية عام 1919 فوجد اليهود فرصة مناسبة وتستروا وراء بريطانيا وأخذت الأسراب اليهودية تهاجر إلى القدس من جميع أنحاء العالم حتى قامت عصابة منهم وشكلوا دولة احتضنتها الدول الصليبية الحاقدة على الإسلام، وأخذوا جزءا من القدس عام 1948ميلادية .<br />
</strong></span><span style="font-size: 16px;"><strong><br />
</strong></span></p>
<p style="text-align: right;" class="code"><span style="font-size: 16px;"><strong>15- ثم استولت اليهود على مدينة القدس عام 1967 وهاهي الآن تداس مقدساتها تحت أقدام اليهود، تنتظر صلاح الدين آخر ينقذها من شذاذ الآفاق ويعيدها إلى المسلمين. و الله المستعان. </strong><strong><br />
</strong></span></p>
<div style="text-align: right;" dir="rtl"><span style="font-size: 16px;"><strong> </strong></span></div>
<h3 style="color: Red;"><span style="font-size: 16px;"><strong>الجمال أم القوة؟</strong></span></h3>
<h3 style="color: Red;"><span style="font-size: 16px;"><strong>إذا كان الفن يصقل المواهب وينمي الشعور بالجمال فإن الأمة المحاطة بالإعداء، في حاجة إلى ما يفتل السواعد، ويلهب الإيمان، ويقوي الأخلاق، ويفتح العقول، ويدفع عن الأمة خطر الإبادة أو الاحتلال.</strong></span><span style="font-size: 16px;"><strong> </strong></span></h3>
<h3 style="color: Red;"><span style="font-size: 16px;"><strong>                                                                    (( هكذا علمتني الحياة))    <br />
</strong></span></h3><div style="text-align: right;"><span style="font-size: 16px;"><strong><br />
</strong></span></div>
<p style="text-align: center;" class="sectiontableheader"><span style="font-size: 18px;"><strong>القدس .. والفتوحات     بقلم: محمد محمد صالح ضيائي</strong></span></p>
<div style="text-align: right;" dir="rtl"><span style="font-size: 16px;"><strong>الفتوحات الإسلامية التي شملت أكثر الأقاليم المعروفة في العالم ولسير الفاتحين المسلمين الذين حملوا إلى أمم العالم رسالة الإسلام وتعاليم الشريعة المحمدية الغراء ميزة خاصة على الفتوحات غير الإسلامية التي سبقت الإسلام منذ أقدم العصور أو تلته في العصور المتأخرة على يدي أعداء الإسلام ومناوئيه. <br />
<br />
</strong></span></div>
<div style="text-align: right;" dir="rtl"><span style="font-size: 16px;"><strong>فلقد كان القواد الإسلاميون يهدفون في حروبهم وفتوحاتهم إلى تحرير الأمم وإخراج الشعوبمن عبادة الخلق إلى عبادة الخالق، ومن ذل الكفر إلى عز الإيمان، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام. كان هذا هو شعار الفاتحين المسلمين في جميع أقطار العالم. قال ذلك ربعي بن عامر أمام كسرى في المدائن، وأروا العالم ذلك عمليا في عدلهم مع الشعوب المغلوبة على أمرهم، ورفقهم بالأسرى في الحروب والفتوحات.<br />
<br />
</strong></span></div>
<div style="text-align: right;" dir="rtl"><span style="font-size: 16px;"><strong>ولكي يظهر الفرق بين سير الفاتحين المسلمين وغير المسلمين، والفارق بين معاملة الفاتحين المسلمين وغير المسلمين مع الشعوب، ولكي يتضح عدل الإسلام والمسلمين ندرس تاريخ بيت المقدس هذه المدينة الإسلامية التي أصبحت الآن ضائعة مهانة تحت أقدام اليهود الغاصبين. هذه المدينة العتيقة من أقدم المدن المعروفة وأكثرها أهمية لدى أهل الأديان السماوية. ولا يعرف التاريخ منذ أقدم العصور مدينة تعرضت للغارات والفتن والتخريب مثل ما تعرضت لها مدينة القدس رغم كونها غير ذات أهمية كبيرة من الناحية التجارية والاقتصادية. <br />
<br />
</strong></span></div>
<p style="text-align: right;" class="code"><span style="font-size: 16px;"><strong>1- وأقدم فتنة سجلها التاريخ لبيت المقدس هي القتل والتخريب العام الذي قام به بنو إسرائيل عام ألف ومائة وتسعة وثمانين قبل الميلاد: فتقول التوراة: (سفر يوشع الفصل السابع 221) "إن بني إسرائيل خرجوا من أريحا يقصدون فتح مدينة (بيوس) -وهي اسم مدينة القدس آنذاك- فما مروا على مدينة من مدن فلسطين إلا وقتلوا كل من فيها من إنسان وحيوان، فعلوا ذلك في أريحا وبيوس ووو وهي أمهات المدن الفلسطينية آنذاك". ونصوص التوراة تؤكد أن بني إسرائيل كانوا يحرقون كل مدينة فتحوها بعد قتل من فيها من الأميين.<br />
<br />
</strong></span></p>
<p style="text-align: right;" class="code"><span style="font-size: 16px;"><strong>2- ثم من الفتن التي حفظها التاريخ لبيت المقدس حملة الملك الآشوري (سنحاريب) التي كانت في عام 713 قبل الميلاد - أي بعد الفتنة الأولى ب480عام- فقد استولى الملك الآشوري على القدس وقتل كل من قدر عليه من اليهود وحمل ما استطاع من الأموال وعاد إلى بلاده.<br />
<br />
</strong></span></p>
<p style="text-align: right;" class="code"><span style="font-size: 16px;"><strong>3-ثم عاد بعد ثلاث سنوات - أي في عام 710 قبل الميلاد - فأجهز على بقية سكانها وخرب المدينة المقدسة. ولكن ما إن ستتب له الأمر في القدس حتى عم جيشه الطاعون فقتل أكثر من مائة وثمانين ألفا من جيشه وكان السبب في إنهاء الحكم الآشوري عن ا لعالم .<br />
<br />
</strong></span></p>
<p style="text-align: right;" class="code"><span style="font-size: 16px;"><strong>4-ثم هاجم القدس بعد الآشوريين حكام مصر فاحتلوها وأصبح أهلها يؤدون الخراج للفراعنة مدة غير طويلة من الزمن.<br />
<br />
</strong></span></p>
<p style="text-align: right;" class="code"><span style="font-size: 16px;"><strong>5-ولما استقل اليهود بالحكم في فلسطين بعد ذلك عاثوا في الأرض فسادا كما تقتضيه السجية اليهودية فانتقم الله منهم فسلط عليهم (بختنصر) ملك بابل فهاجم القدس البابليون بقيادة الملك المذكور واحتلوها عام 597 قبل الميلاد فقتل الكثير من سكانها ثم صالح بقية السيف منهم على خراج سنوي يحملونه إلى بابل.<br />
<br />
</strong></span></p>
<p style="text-align: right;" class="code"><span style="font-size: 16px;"><strong>6-ولكن الإسرائيليين ثاروا ضده وخلعوا طاعته فعاد إليهم عام 586 قبل الميلاد وحاصر القدس مدة سنتين ثم فتحها وقتل كل من شاء من اليهود وأخذ معه أشراف بني إسرائيل وعلى رأسهم (حزقيا) أسرى إلى بابل، وغادر القدس بعد أن أحرق المعبد وهدم المدينة وتركها في صورة مقبرة. وبقيت القدس مهجورة حتى انقرض ملك البابليين واستولى على بابل أحد ملوك فارس الأقدمين المعروف (كورش) فعطف على اليهود وأحسن إليهم وأعادهم إلى القدس وساعدهم في تجديد بناء المدينة المقدسة.<br />
<br />
</strong></span></p>
<p style="text-align: right;" class="code"><span style="font-size: 16px;"><strong>7-ولما استعاد اليهود حريتهم عادوا إلى الفساد والظلم فسلط الله عليهم أحد خلفاء اسكندر المقدر ني فقد هاجم القدس القائد الروماني (انتيوخوس آبيفانوس) عام 168 قبل الميلاد وأحتلها وخرب المعبد وهدم حصار المدينة وقتل معظم سكانها، ومن هذا التاريخ أصبحت القدس تحت سيطرة الرومان.<br />
<br />
</strong></span></p>
<p style="text-align: right;" class="code"><span style="font-size: 16px;"><strong>8-وفترة حكم الرومان على فلسطين كانت مدينة القدس معرضة للقتل والتخريب أكثر من أية مدينة فلسطينية أخرى، ولم تخل المدينة من الثورات والفتن يوما من الأيام ففي عام 65 قبل الميلاد حاصر القائد الروماني الجبار (بومبي) مدينة القدس مدة ثلاثة أشهر ثم فتحها وقتل أكثر أهلها.<br />
<br />
</strong></span></p>
<p style="text-align: right;" class="code"><span style="font-size: 16px;"><strong> 9- وكذلك أيام حكم القائد الروماني (بيلاطس) الذي حكم فلسطين من سنة 29إلى 39 بعد الميلاد تعرضت القدس للخراب والهدم عدة مرات طيلة عشر سنوات.<br />
<br />
</strong></span></p>
<p style="text-align: right;" class="code"><span style="font-size: 16px;"><strong>10- ولم تكد القدس تنسى الفتن والغارات التي مر بعضها حتى دهمتها الفتنة التي يقول المؤرخون عنها أنها كانت منقطعة الشبيه في تاريخ القدس المليء بالأحداث والفت : فقد هاجم القدس السفاك الروماني (تيطس) عام 79 بعد الميلاد، وحاصر المدينة مدة طويلة حتى هلك الآلاف من سكانها جوعا، ثم عجز أهلها عن المقاومة فاستسلموا وفي ذلك يقول المؤرخ الشهير (يوسيفوس) الذي كان شاهد الوقعة حين اقتحام (تيطس) وجيشه مدينة القدس: "إن القتلى في ساحة المعبد وحدها بلغت عشرة آلاف نفس معظمها من النساء والصبيان والشيوخ الذين كانوا قد استعاذوا بالمعبد، وكانت الدماء تجري في الشوارع، وحسبنا أن نعلم أن عدد القتلى في هذه الحادثة قدر بنصف مليون نسمة، واستمر القتل مدة أشهر، وكانت النار مشتعلة في أكثر أحياء المدينة عدة أسابيع. وأخذ السفاك معه كثيراً من الشباب وباعهم في روما.<br />
<br />
</strong></span></p>
<p style="text-align: right;" class="code"><span style="font-size: 16px;"><strong>11- ثم جاء دور الملك الروماني (آدريانوس) فهاجم القدس واحتلها عام 135 بعد الميلاد ووضع السيف في أهلها وهدم المعبد ولم يبق من المدينة حجر على حجر. ولم يقتصر الملك الروماني على قتل اليهود بل قتل من قدر عليه من النصارى، وأمر بإخراجهم من كنائسهم وهدمها وبني معبدين في القدس أحدهما باسم الزهرة، والآخر باسم المشترى.<br />
<br />
</strong></span></p>
<p style="text-align: right;" class="code"><span style="font-size: 16px;"><strong>12- ثم هاجم القدس عام 614 بعد الميلاد جيش فارس فاحتلوها وقتلوا أكثر من 90 ألفا من سكانها المسيحيين، وبتحريك من اليهود هدموا كنيسة القيامة كما كسروا الصليب المقدس (حسب زعم النصارى).<br />
</strong></span></p>
<p style="text-align: right;" class="code"><span style="font-size: 16px;"><strong>هذه بعض الفتن والمصائب مرت بهذه المدينة المقدسة، ولا يخفى أن أكثر الفتن المذكورة في العصور المختلفة كانت اليهود إحدى حجري الرحى فيها وبعد مضي 1700 سنة على القدس وهي تغوص في بحار الدماء وتداس مقدساتها بأقدام الطغاة شهدت القدس جيشا دخلها ولكن اختلفت الأوضاع كما كانت القدس تعهده عند اقتحام الجيوش أبوابها، فقد قصد الجيش الإسلامي فتح الشام (ومنها القدس) في خلافة الصديق فتوجه المسلمون نحو الشام وهم يحملون رسالة الإسلام، وقد أمرهم الصديق الأكبر بالأوامر التالية: "لا تخونوا، ولا تغدروا، ولا تسرفوا في القتل، ولا تمثلوا، ولا تقتلوا صبيا ولا عجوزا ولا امرأة، ولا تحرقوا نخلا، ولا تقطعوا شجرة مثمرة، ولا تذبحوا شاة ولا بقرة ولا بعيرا إلا لله، وإذا مررتم بقوم اتخذوا صوامع وسكنوها فدعوهم وما هم عليه". ووصلت الجيوش الإسلامية إلى مدينة القدس أوائل خلافة عمر بن الخطاب ثاني الراشدين فحاصر القدس عمرو بن العاص بجيشه عدة أشهر<br />
 ورفض السكان تسليم المدينة إلى القائد وإبرام الصلح معه ورضوا بتسليم المدينة لأمير المؤمنين عمر نفسه، فاطلع عمرو أمير المؤمنين على القضية فجاء عمر على بعير يتعاقبه هو وغلامه إلى القدس، وخرج لاستقباله كبار المسيحيين وفي مقدمتهم رجال الدين المسيحي وكتب بينهم المعاهدة التالية:</strong></span></p>
<p style="text-align: right;" class="code"><span style="font-size: 16px;"><strong> "هذا ما أعطى عبد الله أمير المؤمنين عمر بن الخطاب أهل ايلياء ، أمنهم على أنفسهم وأموالهم وكنائسهم وصلبانهم، وسقيمها وبريئها وسائر ملتها أنه لا تسكن كنائسهم ولا يهدم ولا ينقض منها ولا من حيزها ولا من صليبهم ولا من شيء من أموالهم، ولا يكرهون على دينهم، ولا يضار أحد منهم، ولا يسكن بايلياء معهم من اليهود أحد، وعلى أهل ايلياء مقابل ذلك أن يعطوا الجزية كما يعطى أهل المدائن، وعليهم أن يخرجوا منها الروم واللصوص، فمن خرج منهم فإنه آمن على نفسه وماله حتى يبلغوا مأمنهم، ومن أقام منهم فهو آمن على نفسه وماله وعليه ما على أهل ايلياء من الجزية، ومن أحب من أهل ايلياء أن يسير بنفسه وماله مع الروم فإنهم آمنون على بيعهم وصلبانهم حتى يبلغوا مأمنهم، ومن كان بها من سائر أهل الأرض فمن شاء منهم قعد وعليه ما على أهل ايلياء من الجزية، ومن شاء سار مع الروم، ومن شاء رجع إلى بلده".</strong></span></p>
<p style="text-align: right;" class="code"><span style="font-size: 16px;"><strong>وهكذا لأول مرة دخل قائد بجيشه القدس يرحب بهم أهلها، ولم يقتل إنسان واحد باتفاق المؤرخين وبشهادة أعداء الإسلام أنفسهم. وظل المسيحيون يتمتعون بالأمن والاستقرار أيام الحكم الإسلامي على القدس قرابة قرنين ونصف قرن. <br />
</strong></span><span style="font-size: 16px;"><strong><br />
</strong></span></p>
<p style="text-align: right;" class="code"><span style="font-size: 16px;"><strong>13- حتى تحركت الضغائن الصليبية فهاجم القدس الجيوش الصليبية أكثر من مرة، وضعف المسلمون وعجزوا عن المقاومة فاحتلتها الجيوش الصليبية عام 1099ميلادية وقتل المسيحيون الذين يدعون أنهم رسل السلام والرحمة في يوم الاحتلال سبعين ألفا من المسلمين في القدس. ومكثوا فيها حاكمين ومستولين عليها مدة 90 عاما، حتى قيض الله للإسلام صلاح الدين الأيوبي فأعاد القدس إلى أهلها المسلمين وذلك في عام 1193 ميلادية واستعمل مع المسيحيين من النبل والرفق والسماحة ما جعل الأعداء يشهدون له بالأنصاف والعدل. وهدأت القدس بعد ذلك قرابة ثمانية قرون بفضل الحكام المسلمين.<br />
<br />
</strong></span></p>
<p style="text-align: right;" class="code"><span style="font-size: 16px;"><strong>14- إلى قيام الحرب العالمية حيث احتلتها القوات البريطانية عام 1919 فوجد اليهود فرصة مناسبة وتستروا وراء بريطانيا وأخذت الأسراب اليهودية تهاجر إلى القدس من جميع أنحاء العالم حتى قامت عصابة منهم وشكلوا دولة احتضنتها الدول الصليبية الحاقدة على الإسلام، وأخذوا جزءا من القدس عام 1948ميلادية .<br />
</strong></span><span style="font-size: 16px;"><strong><br />
</strong></span></p>
<p style="text-align: right;" class="code"><span style="font-size: 16px;"><strong>15- ثم استولت اليهود على مدينة القدس عام 1967 وهاهي الآن تداس مقدساتها تحت أقدام اليهود، تنتظر صلاح الدين آخر ينقذها من شذاذ الآفاق ويعيدها إلى المسلمين. و الله المستعان. </strong><strong><br />
</strong></span></p>
<div style="text-align: right;" dir="rtl"><span style="font-size: 16px;"><strong> </strong></span></div>
<h3 style="color: Red;"><span style="font-size: 16px;"><strong>الجمال أم القوة؟</strong></span></h3>
<h3 style="color: Red;"><span style="font-size: 16px;"><strong>إذا كان الفن يصقل المواهب وينمي الشعور بالجمال فإن الأمة المحاطة بالإعداء، في حاجة إلى ما يفتل السواعد، ويلهب الإيمان، ويقوي الأخلاق، ويفتح العقول، ويدفع عن الأمة خطر الإبادة أو الاحتلال.</strong></span><span style="font-size: 16px;"><strong> </strong></span></h3>
<h3 style="color: Red;"><span style="font-size: 16px;"><strong>                                                                    (( هكذا علمتني الحياة))    <br />
</strong></span></h3>هذه دعوة أبائنا و أجدادنا فهل حفظها شبابنا 2010-04-23T07:43:17Z2010-04-23T07:43:17Zhttp://www.nouralhuda.com/التأريخ-الإسلامي/79.htmlالمديرspaguitte@gmail.com<p class="code"><strong><span style="font-size: 16px;">هذه إحدى الكلمات التي ألقاها العلامة المفسر و الإمام القدوة المربي الشيخ عبد الحميد بن باديس عليه رحمة الله تعالى رئيس جمعية العلماء المسلمين في اجتماع عام ب</span></strong><strong><span style="font-size: 16px;">قسنطينة </span></strong><strong><span style="font-size: 16px;"> و هذا نص خطابه :<br />
</span></strong></p>
<p class="sectiontableheader"><strong><span style="font-size: 16px;">الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله صلى الله عليه و سلم و على آله و صحبه و من والاه ، أما بعد :</span></strong></p>
<div style="text-align: right;" dir="rtl"><strong><span style="font-size: 16px;">فمرحبا بأبناء الجزائر و أفلاذ كبدها مرحبا بورثة مجدها التالد و حماة مجدها الآ تي الذي تتخبط به أحشاء الأيام <br />
<br />
</span></strong></div>
<div style="text-align: right;" dir="rtl"><strong><span style="font-size: 16px;">مرحبا بكم أيها الإخوان الوافدون من أنحاء الوطن على جزائر مزغنّا و آثار بلكين و عاصمتنا الجمهورية العظيمة </span></strong></div>
<div style="text-align: right;" dir="rtl"><strong><span style="font-size: 16px;"><br />
مرحبا بالوفود جاءت تخدم العلم و تؤيد العلماء و تمثل الروح العلمية السارية في الأمة الباعثة لها على اكتساب المعارف الإنسانية من جميع نواحيها و الحاثة لها على تلبية دعوة العلم و الانضواء تحت لوائه .<br />
<br />
</span></strong></div>
<div style="text-align: right;" dir="rtl"><strong><span style="font-size: 16px;">مرحبا بوفود جمعية العلماء المسلمين الجزائريين من أعضائها العاملين و المؤيدين بلسان الأمة الجزائرية الممثلة فيكم و بلسان جمعية العلماء المسلمين الجزائريين الممثلة في مجلسها الإداري و بلسان مجلس الإدارة الذي أنطق باسمه أقدم لكم الشكر الوافر على إجابتكم دعوة الجمعية و حضوركم هذا الاجتماع الذي ملأ العيون والقلوب و أقام البرهان القاطع و الدليل الشاهد على أنّ الجمعية جمعية الأمة و أنها تمثلها أصدق تمثيل. و أقدم مثل ذلك الشكر للإخوان الكثيرين الذين تخلفوا و اعتذروا بالبرقيات و الكتب و هم الذين سمعتم أسماءهم من الأخ الكاتب العام .<br />
<br />
</span></strong></div>
<div style="text-align: right;" dir="rtl"><strong><span style="font-size: 16px;">أيها الإخوان : سأعرض عليكم في هذا الخطاب حالة الجمعية في السنة الماضية و أعمالها و الحالة الحاضرة و موقفها فيها و ما تنويه من أعمال في المستقبل بإعانة الله تعالى <br />
<br />
</span></strong></div>
<div style="text-align: right;" dir="rtl"><strong><span style="font-size: 16px;">فأما السنة الماضية فقد كانت منشطرة إلى شطرين فأما الشطر الأول فقد أوفدت الجمعية من رجالها للوعظ و الإرشاد وفودا لبلدان القطر في العملات الثلاث و قامت تلك الوفود بمهمتها خير قيام و كانت تتلقى من رجال الحكومة كما تتلقى من الأمة بكل إكرام ، و أما الشطر الثاني منها و هو الذي يبتدئ بصدور قرار منع العلماء من الوعظ و الارشاد بالمساجد ـ فقد كان شطر بلاء و عناء على الجمعية و رجالها فمن إلصاق التهم إلى خلق العراقيل إلى استثمار ذمم. ومن وعد ترغيب إلى وعيد و ترهيب كل هذا و الدمعية و رجال مجلس إدارتها ثابتون ثبوت الجبال ثقة من أنفسهم بأنهم دعاة حق و قصاد خير و عمال لصالح هذا الوطن بأمته و حكومته و جميع ساكنيه فانسلخت هذه السنة و أعمال الجمعية هي هذه ، ما قام به وفودها من موعظ و إرشاد ـ و ما قام به رجالها من تعليم في عدة بلدان و ما نشره كتابها في جريدة الجمعية ـ جريدة السنة النبوية المحمدية التي لقيت ـ بحمد الله من المسلمين غاية الإقبال ـ هذا كله قام به رجال الجمعية و لا غرابة أن يقوموا به فهم من أهل العلم و ما أهل العلم إلاّ الذين ينشرون العلم بدروسهم و محاضراتهم و خطبهم و منشوراتهم </span></strong></div>
<strong><span style="font-size: 16px;">
<p class="code"><strong>***</strong></p>
</span></strong>
<div style="text-align: right;" dir="rtl"><strong><span style="font-size: 16px;">و لكن الذي قام به رجال الجمعية و ضربوا به المثل الرفيع للناس هو تضامنهم في الشدة كتضامنهم في الرخاء و ثباتهم على يقينهم رغم كل زعزعة و إعصار و تضحيتهم بالمصلحة الخاصة في سبيل الصالح العام و ثقتهم التامة بالله ثم بأنفسهم ثم بالمبادئ الجمهورية الفرنسوية التي كتبت بدماء أبناء فرنسا الأحرار فهذا الدرس العملي مرجو من فضل الله أن يكون أثره في الأمة و كل من يتقدم لقيادتها في ناحية من نواحي الحياة أبلغ الأثر و أقواه و أبقاه<br />
<br />
</span></strong></div>
<div style="text-align: right;" dir="rtl"><strong><span style="font-size: 16px;">ـ أيها الإخوان إنّ جمعيتكم جامعة للناس فيما تفرقوا فيه من دين الله</span></strong></div>
<div style="text-align: right;" dir="rtl"><strong><span style="font-size: 16px;"> و هادية لهم فيما ضلّوا من سبيله و قد عرف الناس حقيقتها و لكن نجا أقوام هلك آخرون و إذا كان في استطاعة الجمعية أن تعظ و ترشد فليس في استطعتها أن تخلق التوفيق في نفوس كتب لها الضلال و التوفيق إلاّ من الله و جمعيتكم هذه من الأمة و إلى الأمة كل ما لها أو عليها فهو للأمة و عليها . و إنما قام بحمل أمانتها إخوانكم أعضاء مجلس الإدارة فقاموا بواجب أشهدوا بثقله و أشهدوا بأنهم قاموا به خير قيام و إنهم لا يرجون من الأمة إلاّ أن تعرف ما يدعون إليه عن بصيرة فتتبعه عن بصيرة وإنما يدعونها إلى واضح لا إلى مشتبه ، و حق لا إلى باطل و هدى لا إلى ضلال و إنّما يدعونها إلى الأعلام الهادية من كتاب الله و سنة رسوله صلى الله عليه وآله و سلم و هدي السلف الصالح من أمته رضي الله عنهم ـ يدعونها إلى هذا من أمور دينها و يدعونها إلى مجارات السابقين في الحياة و أخذ حضها موفوا من أسباب الحياة لتكون حية بدينها و حية في دنياها و لتكون سعيدة فيهما <br />
<br />
</span></strong></div>
<div style="text-align: right;" dir="rtl"><strong><span style="font-size: 16px;">إنّ جمعيتكم تفخروا بأنّها قامت بإحياء فريضتي الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر في وقت قلّ القائمون فيه بهاتين الفريضتين و إنّ الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر هما مرجع الفضائل الإسلامية و منبعها ، و قامت بإحياء هدي سلفنا الصالح في وقت طمت فيه البدع و الأهواء على ذلك الهدي حتى خيف عليه الاندثار. و إنّ أول من رفع صوته بكلمة الحق في هذا الوطن و بلزوم الرجوع من بنيات الطريق إلى نهج الإسلام الواضح و بوجوب إلتماس الهداية من كتاب الله و ما صحّ من سنة رسوله صلى الله عليه و سلم و ما أثر عن سلف هذه الأمة رضي الله عنهم هم رجال هذه الجمعية قبل أن تكون الجمعية جمعية فلهم الفضل بعد الله يوم كانوا فرادى مستضعفين و لهم الفضل بعد الله يوم مدّوا أيديهم إلى بعضهم فأصبحوا أقوياء متعاونين و للأمة الفضل بعد الله يوم سمعت بداء الحق فاستجابت و لها الفضل بعد الله حين تشابهت السبل فما شكت و ما استرابت و لها البشر من الله تعالى حين غاب المخلفون عن مشهد الحق فما غابت <br />
<br />
</span></strong></div>
<div style="text-align: right;" dir="rtl"><strong><span style="font-size: 16px;">إنّ جمعيتكم جمعية علمية دينية تدعو إلى العلم النافع و تنشره و تعين عليه و تدعو إلى الدين الخاص و تبينه و تعمل لتشبيته و تقوية وازعه في نفوس هذه الأمة فوظيفتها هي وظيفة المعلم المرشد الناصح في تعليمه و إرشاده الذي لا يبتغي من وراء عمله أجرا و محمدة و قد إخوانكم رجال مجلس إدارة الجمعية و هم حاملوا فكرة الإصلاح الديني و عاملون لها و المنفقون لأوقاتهم في سبيلها أرادوا أن يكونوا أمثلة للأجيال المقبلة ، في التضحية في الثبات على الحق في الجهر به و كما أمثلة فقد ضربوا الأمثال بأعمالهم و هاهي دروسهم في جهات القطر ينبع منها التفسير الصحيح لكتاب الله و التأويل الحقيقي لكلام نبيه و الشرح الكاشف لهدي السلف الصالح من أمته وهذه محاضراتهم في جهات القطر تتدفق منها البلاغة العربية و تتجلّى فيها أسرار الله في خلقه و تنكشف فيها حقائق هذا الكون و يعرض فيها داء هذه الأمة و دواؤها و هاهم أولاء يحملون الأمانة الإسلامية فيحسنون حملها و يؤدونها فيحسنون تأديتها و يحملون الأمانة العلمية فكل شيء عندهم بدليله ، و كل شيء بطلب من سبيله </span></strong></div>
<div style="text-align: right;" dir="rtl"><strong><span style="font-size: 16px;">ـ و هذه منشوراتهم في الصحف و عليها مسحة من نفوسهم : تبين محكم ، و ردّ مفحم ، و حجاج مقنع <br />
<br />
</span></strong></div>
<div style="text-align: right;" dir="rtl"><strong><span style="font-size: 16px;">هذه و سائلهم الثلاث التي سلكوها و سمحت بها الظروف إلى ساعتكم هذه ، و التي نرجوا لها بفضل الله و بهمتكم ـ أيها الإخوان ـ أن تزداد كل يوم رقيا و تقدما <br />
<br />
</span></strong></div>
<div style="text-align: right;" dir="rtl"><strong><span style="font-size: 16px;">أيّها الإخوان ـ إنّنا نعمل في النهار الضاحي و الليل المقمر لمبدأ لا يقل عنهما وضوحا واستنارة بوسائل لا تقل وضوحا واستنارة كذلك ، فلا نعجب لمن يعارض و يكائد و يماري و لكننا نعجب لأنفسنا و لكم إذا أقمنا لتك المعارضات و المكائد وزنا أو شغلنا بها حيزا من نفوسنا أو أضعنا فيها حصة من أوقاتنا و إنّ أدنى ما يغنمه المبطل أن يضيع الوقت على المحقّ ـ و إنّني أوصيكم و نفسي في هذا المقام بأن يكون في حقكم شاغل لكم عن باطل المبطلين فإذا قام حقكم و استوى قضيتم على المبطلين و باطلهم وإنّنا نشهد الله و المنصفين من الأمة على أنّنا ماضون في بيان الحقّ و إنّ مبدأنا الإصلاحي التهذيبي قد ملك علينا حواسنا و أوقاتنا ، فإذا بدر منّا في بعض الأوقات كلام على باطل المبطلين فليس ذلك عن قصد له و حفل به و لكن لأنه صادمنا و توقف إثبات حقنا على نفيه <br />
</span></strong></div>
<p class="sectiontableheader"><strong><span style="font-size: 16px;">و ما حيلة من يسلك سبيلا فتعترضه الصخور حتى لا يجد عنها محايدا</span></strong></p>
<div style="text-align: right;" dir="rtl"><strong><span style="font-size: 16px;">ـإنّ الضرورة تقضي عليه أن يجهد في نزعها و إماطتها ثم لا يكون جهده في ذلك إلاّ كتماديه في السير </span></strong></div>
<div style="text-align: right;" dir="rtl"><strong><span style="font-size: 16px;">أيّها الإخوان إنّ جمعيتكم تغتبط كل الاغتباط بهذه النتائج التي حصلت عليها في خلال سنتين من عمرها مع ما تخللها من العراقيل و المثبطات و هي تحمد الله على ما وفق إليه و أعان عليه و نشكر الأمة الجزائرية المسلمة على ما بذلت من تنشيط و مساعدة و تعدّ أكبر مساعدة قدمتها الأمة للجمعية هي عرفانها للحق تدعو إليه ـ و نسأل الله الهداية لكل من ضلّ عن الحقّ ، و إنّ جمعيتكم سائرة في عملها و هي تستقبل سنتها الثالثة بما ختمت به ما قبلها من دعوة إلى العلم الصحيح و الدين الخالص راجية أن يكون يومها خيرا من أمسها و غدها خيرا من يومها </span></strong></div>
<div style="text-align: right;" dir="rtl"><strong><span style="font-size: 16px;">أيّها الإخوان كثر حديث الناس عن جمعيتكم المباركة و كثر خوض الخائضين فيها مدحا وقدحا ، و إنّ كثرة التحدث عن الشئ لعنوان صادق على الاهتمام به و إنّ الاهتمام به لآية على إكباره و إعظامه أو ـ في الأقل ـ على كبره في نفسه و عظمه في الواقع </span></strong></div>
<p class="code"> <strong>*** </strong></p>
<div style="text-align: right;" dir="rtl"><strong><span style="font-size: 16px;">كثر الحديث عن هذه الجمعية و اختلفت منازع المتكلمين فيها و إنّ جمعية كهذه الجمعية في أمة كهذه الأمة في وطن كالوطن الجزائري لحقيقة بالتنازع فيها و اختلاف المنازع في شأنها . و قد اختلفت فيها الأنظار و يوم تأسيسها فهي في نظر البعض شيء غريب و في نظر البعض شيء مريب ، و في نظر البعض شيء حسن و لكن أوانه غير قريب <br />
<br />
</span></strong></div>
<div style="text-align: right;" dir="rtl"><strong><span style="font-size: 16px;">فأما الذين استغربوها فهم طائفة من السّذّج يقيسون الحقيقة الإنسانية بوجودهم و يقيسون التاريخ الإنساني بأعمالهم و يقيسون أسرار الاجتماع الإنساني ببيت تجمع زوج و زوجة و أولاد يفرقهم الصباح للكد على القوت و يجمعهم المساء للنوم تحت السقف . فأيّ نقطة في الحياة عند هؤلاء تحتاج إلى مظاهر الحشد و الاجتماع و ضم رأي لرأي و بهذا المقياس يقيسون الدين فهو عندهم اسم متعارف بين المسلمين و صلاة مفروضة تؤدى أو لا تؤدى و انتساب إلى الإسلام يجري مجرى القانونيات في زمننا هذا و الاعتقاد بجنة و نار من وسائلهما الأمل و لو بلا عمل فأية نقطة في الدين تحتاج إلى شيء اسمه جمعية علماء المسلمين <br />
<br />
</span></strong></div>
<div style="text-align: right;" dir="rtl"><strong><span style="font-size: 16px;">و من عجائب صنع الله لهذه الجمعية أنّ كل واحد من هذه الطائف الساذجة قدر له أن يحضر درسا أو يسمع محاضرة يصبح بفضل الله مسلما اجتماعيا يعرف حقيقة الإسلام و يدرك المنزلة التي أرادها له الإسلام <br />
<br />
</span></strong></div>
<div style="text-align: right;" dir="rtl"><strong><span style="font-size: 16px;">و أما المرتابون فهم طوائف شتى تجمعهم ضفة واحدة و هي اعتقاد أنّ هذه الجمعية تعارض مصالحهم أو فيها ما يعارض مصالحهم و قد كشفت الخطوة الأولى لهذه الجمعية عن مقاصدهم و كشفت لهم عمّا كانوا يرتابون فيه و أخرجتهم من الارتياب إلى التحقيق فكان منهم ما رأيتموه من السخط عليها و الكيد لها و أنصفوا لجمع الحقّ بيننا و لكن الإنصاف قليل و إذا كان في أنصار هذه الجمعية من يضيق ذرعه بهؤلاء الكائدين الساخطين و يرى أنّ ظهورهم بما ظهروا به يعرقل سيرالجمعية و يبطئ بها عن الوصول إلى الكمال ـ فإننا نرى عكس هذا الرأي ـ نرى أنّ وجود هؤلاء الساخطين الكائدين هو جزء متمّم للجمعية و إنّ سخط الساخط عبيها كرضى الراضي كلاهما تثبيت للجمعية و إنّ كل ذلك كله تدافع يظهر الله به الحقّ و يثبت قلوب أنصاره <br />
<br />
</span></strong></div>
<div style="text-align: right;" dir="rtl"><strong><span style="font-size: 16px;">و أمّا الطائفة الثالثة فهي طائفة قوي إشفاقها على هذه الأمة و رحمتها بها و رأت أنّ عوامل الانحطاط فيها قوية ، و قد أراها الله من هذه الجمعية كيف يسرع لطف الله إلى قلوب الخائفين و كيف تقرب رحمته من المحسنين ، فقوي رجاءها و ثبت يقينها و دخلت في العمل الصالح عن لإيمان و بصيرة و هذه الطائفة هي أكثرية الأمة و هي التي </span></strong><strong><span style="font-size: 16px;">تمثلونها أنتم أكثر الله عددكم و ثبتكم على الحق و أحيانا و إياكم عليه حتى نلقاه غير مبدلين و لا مغيرين آمين ياربّ العالمين<br />
<br />
</span></strong></div>
<strong><span style="font-size: 16px;">
<div style="text-align: right;" dir="rtl">
<p style="text-align: center;" class="sectiontableheader"><strong> ـ عبد الحميد بن باديس ـ </strong><strong><span style="font-size: 16px;"><span style="font-size: 16px;"><strong>رئيس جمعية علماء المسلمين</strong></span></span></strong><strong> </strong><strong><span style="font-size: 16px;"><strong><span style="font-size: 16px;">ـ قسنطينة يوم الا ثنين 24 ربيع الأول 1352 ه / 17جويلة 1933 م</span></strong></span></strong> <span style="font-size: 16px;"> </span></p>
<p style="text-align: center;" class="sectiontableheader"><strong>عن مجلة الشريعة النبوية المحمدية </strong><strong><span style="font-size: 16px;">لسان حال جمعية العلماء المسلمين الجزائريين</span></strong><span style="font-size: 16px;"> </span></p>
</div>
</span></strong><p class="code"><strong><span style="font-size: 16px;">هذه إحدى الكلمات التي ألقاها العلامة المفسر و الإمام القدوة المربي الشيخ عبد الحميد بن باديس عليه رحمة الله تعالى رئيس جمعية العلماء المسلمين في اجتماع عام ب</span></strong><strong><span style="font-size: 16px;">قسنطينة </span></strong><strong><span style="font-size: 16px;"> و هذا نص خطابه :<br />
</span></strong></p>
<p class="sectiontableheader"><strong><span style="font-size: 16px;">الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله صلى الله عليه و سلم و على آله و صحبه و من والاه ، أما بعد :</span></strong></p>
<div style="text-align: right;" dir="rtl"><strong><span style="font-size: 16px;">فمرحبا بأبناء الجزائر و أفلاذ كبدها مرحبا بورثة مجدها التالد و حماة مجدها الآ تي الذي تتخبط به أحشاء الأيام <br />
<br />
</span></strong></div>
<div style="text-align: right;" dir="rtl"><strong><span style="font-size: 16px;">مرحبا بكم أيها الإخوان الوافدون من أنحاء الوطن على جزائر مزغنّا و آثار بلكين و عاصمتنا الجمهورية العظيمة </span></strong></div>
<div style="text-align: right;" dir="rtl"><strong><span style="font-size: 16px;"><br />
مرحبا بالوفود جاءت تخدم العلم و تؤيد العلماء و تمثل الروح العلمية السارية في الأمة الباعثة لها على اكتساب المعارف الإنسانية من جميع نواحيها و الحاثة لها على تلبية دعوة العلم و الانضواء تحت لوائه .<br />
<br />
</span></strong></div>
<div style="text-align: right;" dir="rtl"><strong><span style="font-size: 16px;">مرحبا بوفود جمعية العلماء المسلمين الجزائريين من أعضائها العاملين و المؤيدين بلسان الأمة الجزائرية الممثلة فيكم و بلسان جمعية العلماء المسلمين الجزائريين الممثلة في مجلسها الإداري و بلسان مجلس الإدارة الذي أنطق باسمه أقدم لكم الشكر الوافر على إجابتكم دعوة الجمعية و حضوركم هذا الاجتماع الذي ملأ العيون والقلوب و أقام البرهان القاطع و الدليل الشاهد على أنّ الجمعية جمعية الأمة و أنها تمثلها أصدق تمثيل. و أقدم مثل ذلك الشكر للإخوان الكثيرين الذين تخلفوا و اعتذروا بالبرقيات و الكتب و هم الذين سمعتم أسماءهم من الأخ الكاتب العام .<br />
<br />
</span></strong></div>
<div style="text-align: right;" dir="rtl"><strong><span style="font-size: 16px;">أيها الإخوان : سأعرض عليكم في هذا الخطاب حالة الجمعية في السنة الماضية و أعمالها و الحالة الحاضرة و موقفها فيها و ما تنويه من أعمال في المستقبل بإعانة الله تعالى <br />
<br />
</span></strong></div>
<div style="text-align: right;" dir="rtl"><strong><span style="font-size: 16px;">فأما السنة الماضية فقد كانت منشطرة إلى شطرين فأما الشطر الأول فقد أوفدت الجمعية من رجالها للوعظ و الإرشاد وفودا لبلدان القطر في العملات الثلاث و قامت تلك الوفود بمهمتها خير قيام و كانت تتلقى من رجال الحكومة كما تتلقى من الأمة بكل إكرام ، و أما الشطر الثاني منها و هو الذي يبتدئ بصدور قرار منع العلماء من الوعظ و الارشاد بالمساجد ـ فقد كان شطر بلاء و عناء على الجمعية و رجالها فمن إلصاق التهم إلى خلق العراقيل إلى استثمار ذمم. ومن وعد ترغيب إلى وعيد و ترهيب كل هذا و الدمعية و رجال مجلس إدارتها ثابتون ثبوت الجبال ثقة من أنفسهم بأنهم دعاة حق و قصاد خير و عمال لصالح هذا الوطن بأمته و حكومته و جميع ساكنيه فانسلخت هذه السنة و أعمال الجمعية هي هذه ، ما قام به وفودها من موعظ و إرشاد ـ و ما قام به رجالها من تعليم في عدة بلدان و ما نشره كتابها في جريدة الجمعية ـ جريدة السنة النبوية المحمدية التي لقيت ـ بحمد الله من المسلمين غاية الإقبال ـ هذا كله قام به رجال الجمعية و لا غرابة أن يقوموا به فهم من أهل العلم و ما أهل العلم إلاّ الذين ينشرون العلم بدروسهم و محاضراتهم و خطبهم و منشوراتهم </span></strong></div>
<strong><span style="font-size: 16px;">
<p class="code"><strong>***</strong></p>
</span></strong>
<div style="text-align: right;" dir="rtl"><strong><span style="font-size: 16px;">و لكن الذي قام به رجال الجمعية و ضربوا به المثل الرفيع للناس هو تضامنهم في الشدة كتضامنهم في الرخاء و ثباتهم على يقينهم رغم كل زعزعة و إعصار و تضحيتهم بالمصلحة الخاصة في سبيل الصالح العام و ثقتهم التامة بالله ثم بأنفسهم ثم بالمبادئ الجمهورية الفرنسوية التي كتبت بدماء أبناء فرنسا الأحرار فهذا الدرس العملي مرجو من فضل الله أن يكون أثره في الأمة و كل من يتقدم لقيادتها في ناحية من نواحي الحياة أبلغ الأثر و أقواه و أبقاه<br />
<br />
</span></strong></div>
<div style="text-align: right;" dir="rtl"><strong><span style="font-size: 16px;">ـ أيها الإخوان إنّ جمعيتكم جامعة للناس فيما تفرقوا فيه من دين الله</span></strong></div>
<div style="text-align: right;" dir="rtl"><strong><span style="font-size: 16px;"> و هادية لهم فيما ضلّوا من سبيله و قد عرف الناس حقيقتها و لكن نجا أقوام هلك آخرون و إذا كان في استطاعة الجمعية أن تعظ و ترشد فليس في استطعتها أن تخلق التوفيق في نفوس كتب لها الضلال و التوفيق إلاّ من الله و جمعيتكم هذه من الأمة و إلى الأمة كل ما لها أو عليها فهو للأمة و عليها . و إنما قام بحمل أمانتها إخوانكم أعضاء مجلس الإدارة فقاموا بواجب أشهدوا بثقله و أشهدوا بأنهم قاموا به خير قيام و إنهم لا يرجون من الأمة إلاّ أن تعرف ما يدعون إليه عن بصيرة فتتبعه عن بصيرة وإنما يدعونها إلى واضح لا إلى مشتبه ، و حق لا إلى باطل و هدى لا إلى ضلال و إنّما يدعونها إلى الأعلام الهادية من كتاب الله و سنة رسوله صلى الله عليه وآله و سلم و هدي السلف الصالح من أمته رضي الله عنهم ـ يدعونها إلى هذا من أمور دينها و يدعونها إلى مجارات السابقين في الحياة و أخذ حضها موفوا من أسباب الحياة لتكون حية بدينها و حية في دنياها و لتكون سعيدة فيهما <br />
<br />
</span></strong></div>
<div style="text-align: right;" dir="rtl"><strong><span style="font-size: 16px;">إنّ جمعيتكم تفخروا بأنّها قامت بإحياء فريضتي الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر في وقت قلّ القائمون فيه بهاتين الفريضتين و إنّ الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر هما مرجع الفضائل الإسلامية و منبعها ، و قامت بإحياء هدي سلفنا الصالح في وقت طمت فيه البدع و الأهواء على ذلك الهدي حتى خيف عليه الاندثار. و إنّ أول من رفع صوته بكلمة الحق في هذا الوطن و بلزوم الرجوع من بنيات الطريق إلى نهج الإسلام الواضح و بوجوب إلتماس الهداية من كتاب الله و ما صحّ من سنة رسوله صلى الله عليه و سلم و ما أثر عن سلف هذه الأمة رضي الله عنهم هم رجال هذه الجمعية قبل أن تكون الجمعية جمعية فلهم الفضل بعد الله يوم كانوا فرادى مستضعفين و لهم الفضل بعد الله يوم مدّوا أيديهم إلى بعضهم فأصبحوا أقوياء متعاونين و للأمة الفضل بعد الله يوم سمعت بداء الحق فاستجابت و لها الفضل بعد الله حين تشابهت السبل فما شكت و ما استرابت و لها البشر من الله تعالى حين غاب المخلفون عن مشهد الحق فما غابت <br />
<br />
</span></strong></div>
<div style="text-align: right;" dir="rtl"><strong><span style="font-size: 16px;">إنّ جمعيتكم جمعية علمية دينية تدعو إلى العلم النافع و تنشره و تعين عليه و تدعو إلى الدين الخاص و تبينه و تعمل لتشبيته و تقوية وازعه في نفوس هذه الأمة فوظيفتها هي وظيفة المعلم المرشد الناصح في تعليمه و إرشاده الذي لا يبتغي من وراء عمله أجرا و محمدة و قد إخوانكم رجال مجلس إدارة الجمعية و هم حاملوا فكرة الإصلاح الديني و عاملون لها و المنفقون لأوقاتهم في سبيلها أرادوا أن يكونوا أمثلة للأجيال المقبلة ، في التضحية في الثبات على الحق في الجهر به و كما أمثلة فقد ضربوا الأمثال بأعمالهم و هاهي دروسهم في جهات القطر ينبع منها التفسير الصحيح لكتاب الله و التأويل الحقيقي لكلام نبيه و الشرح الكاشف لهدي السلف الصالح من أمته وهذه محاضراتهم في جهات القطر تتدفق منها البلاغة العربية و تتجلّى فيها أسرار الله في خلقه و تنكشف فيها حقائق هذا الكون و يعرض فيها داء هذه الأمة و دواؤها و هاهم أولاء يحملون الأمانة الإسلامية فيحسنون حملها و يؤدونها فيحسنون تأديتها و يحملون الأمانة العلمية فكل شيء عندهم بدليله ، و كل شيء بطلب من سبيله </span></strong></div>
<div style="text-align: right;" dir="rtl"><strong><span style="font-size: 16px;">ـ و هذه منشوراتهم في الصحف و عليها مسحة من نفوسهم : تبين محكم ، و ردّ مفحم ، و حجاج مقنع <br />
<br />
</span></strong></div>
<div style="text-align: right;" dir="rtl"><strong><span style="font-size: 16px;">هذه و سائلهم الثلاث التي سلكوها و سمحت بها الظروف إلى ساعتكم هذه ، و التي نرجوا لها بفضل الله و بهمتكم ـ أيها الإخوان ـ أن تزداد كل يوم رقيا و تقدما <br />
<br />
</span></strong></div>
<div style="text-align: right;" dir="rtl"><strong><span style="font-size: 16px;">أيّها الإخوان ـ إنّنا نعمل في النهار الضاحي و الليل المقمر لمبدأ لا يقل عنهما وضوحا واستنارة بوسائل لا تقل وضوحا واستنارة كذلك ، فلا نعجب لمن يعارض و يكائد و يماري و لكننا نعجب لأنفسنا و لكم إذا أقمنا لتك المعارضات و المكائد وزنا أو شغلنا بها حيزا من نفوسنا أو أضعنا فيها حصة من أوقاتنا و إنّ أدنى ما يغنمه المبطل أن يضيع الوقت على المحقّ ـ و إنّني أوصيكم و نفسي في هذا المقام بأن يكون في حقكم شاغل لكم عن باطل المبطلين فإذا قام حقكم و استوى قضيتم على المبطلين و باطلهم وإنّنا نشهد الله و المنصفين من الأمة على أنّنا ماضون في بيان الحقّ و إنّ مبدأنا الإصلاحي التهذيبي قد ملك علينا حواسنا و أوقاتنا ، فإذا بدر منّا في بعض الأوقات كلام على باطل المبطلين فليس ذلك عن قصد له و حفل به و لكن لأنه صادمنا و توقف إثبات حقنا على نفيه <br />
</span></strong></div>
<p class="sectiontableheader"><strong><span style="font-size: 16px;">و ما حيلة من يسلك سبيلا فتعترضه الصخور حتى لا يجد عنها محايدا</span></strong></p>
<div style="text-align: right;" dir="rtl"><strong><span style="font-size: 16px;">ـإنّ الضرورة تقضي عليه أن يجهد في نزعها و إماطتها ثم لا يكون جهده في ذلك إلاّ كتماديه في السير </span></strong></div>
<div style="text-align: right;" dir="rtl"><strong><span style="font-size: 16px;">أيّها الإخوان إنّ جمعيتكم تغتبط كل الاغتباط بهذه النتائج التي حصلت عليها في خلال سنتين من عمرها مع ما تخللها من العراقيل و المثبطات و هي تحمد الله على ما وفق إليه و أعان عليه و نشكر الأمة الجزائرية المسلمة على ما بذلت من تنشيط و مساعدة و تعدّ أكبر مساعدة قدمتها الأمة للجمعية هي عرفانها للحق تدعو إليه ـ و نسأل الله الهداية لكل من ضلّ عن الحقّ ، و إنّ جمعيتكم سائرة في عملها و هي تستقبل سنتها الثالثة بما ختمت به ما قبلها من دعوة إلى العلم الصحيح و الدين الخالص راجية أن يكون يومها خيرا من أمسها و غدها خيرا من يومها </span></strong></div>
<div style="text-align: right;" dir="rtl"><strong><span style="font-size: 16px;">أيّها الإخوان كثر حديث الناس عن جمعيتكم المباركة و كثر خوض الخائضين فيها مدحا وقدحا ، و إنّ كثرة التحدث عن الشئ لعنوان صادق على الاهتمام به و إنّ الاهتمام به لآية على إكباره و إعظامه أو ـ في الأقل ـ على كبره في نفسه و عظمه في الواقع </span></strong></div>
<p class="code"> <strong>*** </strong></p>
<div style="text-align: right;" dir="rtl"><strong><span style="font-size: 16px;">كثر الحديث عن هذه الجمعية و اختلفت منازع المتكلمين فيها و إنّ جمعية كهذه الجمعية في أمة كهذه الأمة في وطن كالوطن الجزائري لحقيقة بالتنازع فيها و اختلاف المنازع في شأنها . و قد اختلفت فيها الأنظار و يوم تأسيسها فهي في نظر البعض شيء غريب و في نظر البعض شيء مريب ، و في نظر البعض شيء حسن و لكن أوانه غير قريب <br />
<br />
</span></strong></div>
<div style="text-align: right;" dir="rtl"><strong><span style="font-size: 16px;">فأما الذين استغربوها فهم طائفة من السّذّج يقيسون الحقيقة الإنسانية بوجودهم و يقيسون التاريخ الإنساني بأعمالهم و يقيسون أسرار الاجتماع الإنساني ببيت تجمع زوج و زوجة و أولاد يفرقهم الصباح للكد على القوت و يجمعهم المساء للنوم تحت السقف . فأيّ نقطة في الحياة عند هؤلاء تحتاج إلى مظاهر الحشد و الاجتماع و ضم رأي لرأي و بهذا المقياس يقيسون الدين فهو عندهم اسم متعارف بين المسلمين و صلاة مفروضة تؤدى أو لا تؤدى و انتساب إلى الإسلام يجري مجرى القانونيات في زمننا هذا و الاعتقاد بجنة و نار من وسائلهما الأمل و لو بلا عمل فأية نقطة في الدين تحتاج إلى شيء اسمه جمعية علماء المسلمين <br />
<br />
</span></strong></div>
<div style="text-align: right;" dir="rtl"><strong><span style="font-size: 16px;">و من عجائب صنع الله لهذه الجمعية أنّ كل واحد من هذه الطائف الساذجة قدر له أن يحضر درسا أو يسمع محاضرة يصبح بفضل الله مسلما اجتماعيا يعرف حقيقة الإسلام و يدرك المنزلة التي أرادها له الإسلام <br />
<br />
</span></strong></div>
<div style="text-align: right;" dir="rtl"><strong><span style="font-size: 16px;">و أما المرتابون فهم طوائف شتى تجمعهم ضفة واحدة و هي اعتقاد أنّ هذه الجمعية تعارض مصالحهم أو فيها ما يعارض مصالحهم و قد كشفت الخطوة الأولى لهذه الجمعية عن مقاصدهم و كشفت لهم عمّا كانوا يرتابون فيه و أخرجتهم من الارتياب إلى التحقيق فكان منهم ما رأيتموه من السخط عليها و الكيد لها و أنصفوا لجمع الحقّ بيننا و لكن الإنصاف قليل و إذا كان في أنصار هذه الجمعية من يضيق ذرعه بهؤلاء الكائدين الساخطين و يرى أنّ ظهورهم بما ظهروا به يعرقل سيرالجمعية و يبطئ بها عن الوصول إلى الكمال ـ فإننا نرى عكس هذا الرأي ـ نرى أنّ وجود هؤلاء الساخطين الكائدين هو جزء متمّم للجمعية و إنّ سخط الساخط عبيها كرضى الراضي كلاهما تثبيت للجمعية و إنّ كل ذلك كله تدافع يظهر الله به الحقّ و يثبت قلوب أنصاره <br />
<br />
</span></strong></div>
<div style="text-align: right;" dir="rtl"><strong><span style="font-size: 16px;">و أمّا الطائفة الثالثة فهي طائفة قوي إشفاقها على هذه الأمة و رحمتها بها و رأت أنّ عوامل الانحطاط فيها قوية ، و قد أراها الله من هذه الجمعية كيف يسرع لطف الله إلى قلوب الخائفين و كيف تقرب رحمته من المحسنين ، فقوي رجاءها و ثبت يقينها و دخلت في العمل الصالح عن لإيمان و بصيرة و هذه الطائفة هي أكثرية الأمة و هي التي </span></strong><strong><span style="font-size: 16px;">تمثلونها أنتم أكثر الله عددكم و ثبتكم على الحق و أحيانا و إياكم عليه حتى نلقاه غير مبدلين و لا مغيرين آمين ياربّ العالمين<br />
<br />
</span></strong></div>
<strong><span style="font-size: 16px;">
<div style="text-align: right;" dir="rtl">
<p style="text-align: center;" class="sectiontableheader"><strong> ـ عبد الحميد بن باديس ـ </strong><strong><span style="font-size: 16px;"><span style="font-size: 16px;"><strong>رئيس جمعية علماء المسلمين</strong></span></span></strong><strong> </strong><strong><span style="font-size: 16px;"><strong><span style="font-size: 16px;">ـ قسنطينة يوم الا ثنين 24 ربيع الأول 1352 ه / 17جويلة 1933 م</span></strong></span></strong> <span style="font-size: 16px;"> </span></p>
<p style="text-align: center;" class="sectiontableheader"><strong>عن مجلة الشريعة النبوية المحمدية </strong><strong><span style="font-size: 16px;">لسان حال جمعية العلماء المسلمين الجزائريين</span></strong><span style="font-size: 16px;"> </span></p>
</div>
</span></strong>