Warning: date() [function.date]: It is not safe to rely on the system's timezone settings. You are *required* to use the date.timezone setting or the date_default_timezone_set() function. In case you used any of those methods and you are still getting this warning, you most likely misspelled the timezone identifier. We selected 'UTC' for 'UTC/0.0/no DST' instead in /var/www/html/libraries/joomla/utilities/date.php on line 184

Warning: mktime() [function.mktime]: It is not safe to rely on the system's timezone settings. You are *required* to use the date.timezone setting or the date_default_timezone_set() function. In case you used any of those methods and you are still getting this warning, you most likely misspelled the timezone identifier. We selected 'UTC' for 'UTC/0.0/no DST' instead in /var/www/html/libraries/joomla/utilities/date.php on line 117

Warning: date() [function.date]: It is not safe to rely on the system's timezone settings. You are *required* to use the date.timezone setting or the date_default_timezone_set() function. In case you used any of those methods and you are still getting this warning, you most likely misspelled the timezone identifier. We selected 'UTC' for 'UTC/0.0/no DST' instead in /var/www/html/libraries/joomla/utilities/date.php on line 184

Warning: date() [function.date]: It is not safe to rely on the system's timezone settings. You are *required* to use the date.timezone setting or the date_default_timezone_set() function. In case you used any of those methods and you are still getting this warning, you most likely misspelled the timezone identifier. We selected 'UTC' for 'UTC/0.0/no DST' instead in /var/www/html/libraries/joomla/utilities/date.php on line 184

Warning: mktime() [function.mktime]: It is not safe to rely on the system's timezone settings. You are *required* to use the date.timezone setting or the date_default_timezone_set() function. In case you used any of those methods and you are still getting this warning, you most likely misspelled the timezone identifier. We selected 'UTC' for 'UTC/0.0/no DST' instead in /var/www/html/libraries/joomla/utilities/date.php on line 117

Warning: date() [function.date]: It is not safe to rely on the system's timezone settings. You are *required* to use the date.timezone setting or the date_default_timezone_set() function. In case you used any of those methods and you are still getting this warning, you most likely misspelled the timezone identifier. We selected 'UTC' for 'UTC/0.0/no DST' instead in /var/www/html/libraries/joomla/utilities/date.php on line 184

Warning: date() [function.date]: It is not safe to rely on the system's timezone settings. You are *required* to use the date.timezone setting or the date_default_timezone_set() function. In case you used any of those methods and you are still getting this warning, you most likely misspelled the timezone identifier. We selected 'UTC' for 'UTC/0.0/no DST' instead in /var/www/html/libraries/joomla/utilities/date.php on line 184
كتب و مخطوطات نور الهدى ـ موقع إسلامي دعوي, تجد فيه أنوار الهداية وأسباب السعادة, التي يسعى كل ذي عقل سليم إلى تحصيلها,ولا شكّ أنّ قطبها الذي عليه تدور, وأساسها الذي عليه تقوم , وَمُسْتَقَرُّ النَّجَاةِ الَّذِي عَنْهُ لَا تَحُورُ, إنما هو طاعة الله عزّ وجلّ ورسوله صلى الله عليه وسلم http://www.nouralhuda.com/كتب-و-مخطوطات/69-مقالات-متنوعة.feed 2025-05-01T14:32:20Z Joomla! 1.5 - Open Source Content Management انتقام الله من الامم بعضها ببعض للأستاذ رشيد رضا من مجلة المنار 2017-11-18T07:35:58Z 2017-11-18T07:35:58Z http://www.nouralhuda.com/كتب-و-مخطوطات/69/574.html المدير spaguitte@gmail.com <p dir="RTL"> <strong style="margin: 0px; padding: 0px; border: 0px; outline: 0px; font-size: 14px; background-image: initial; background-position: initial; background-size: initial; background-repeat: initial; background-attachment: initial; background-origin: initial; background-clip: initial; color: rgb(51, 51, 51); font-family: Tahoma;">نقلا عن مقال بعنوان {انتقام الله من الامم بعضها ببعض} للأستاذ&nbsp;<strong>رشيد رضا</strong>، والذي نشرته مجلة الشهاب في جزئها الأول من المجلد العاشر، الصادر في غرّة رمضان 1352ه ل جانفي 1934م:</strong></p> <p dir="RTL"> كتب الأستاذ <strong>رشيد رضا</strong> في مجلته (<strong>المنار</strong>) الرفيع جوابا عن سؤال سائل عن معنى تفضيل بني إسرائيل على العالمين فبيّن أنّه خاص بالمهتدين منهم في أهل زمانهم وأنّه قد انقضى ما كان لهم من التفضيل الديني ببعثة <strong>محمد رسول الله وخاتم النبيئين صلى الله عليه وسلم</strong> إلى الفرع الآخر من ذرية إبراهيم وهم العرب. ثمّ بيّن له حكمة الله في أعمالهم في العالم. فاجتنينا منه هذا البيان فيما يلي:</p> <p dir="RTL"> (وأمّا ما يستنكره السائل من أعمالهم الإفسادية في العالم ولا سيما روسية وألمانية فحكمته أنّ الله تعالى ينتقم بقوتهم في التدبير المالي والمكر والكيد السري (كالماسونية) من أشدّ شعوب الأرض ضراوة بالحروب ، واستذلال الشعوب واستخدام دين المسيح لنقيض ما جاء به من الزهد والتواضع والإيثار ، فلولا كيد اليهود في شلّ عرش ذلك السلطان الديني الدنيوي في أوربة لَمَحَت العصبية الصليبية آية الإسلام من الشرق كما محتها من أكثر أوربة ،ولا طفأت نوره ، ولما وجدت هذه الحضارة المؤسسة على قواعد العلوم والفنون والحرية التي نفخها روح الإسلام في الأندلس والشرق ثمّ انتقلت إلى إيطالية وفرنسة فسائر بلاد الغرب ، على أنّ الشعوب الأوربية الحربية بالطبع الموروث قد كفرت بنعم الله تعالى في العلم كما كفرت من قبل بنعمته في هداية الدين ، فهي تستخدمها في الاستعداد لدكّ معالم الحضارة والعمران وإبادة بعض شعوبها لبعض ، فاليهود يكيدون لهذه الدول وشعوبها في شرق أوربة وآسية بالبلشفية ، وفي غربها بخصيمتها الرأسمالية ، والغرض من الكيدين إزالة بغي القوة النصرانية ثم القوة المادية لشعوب أوربة إلّا التي تساعدهم على غرضهم الأساسي ، وهو تجديد ملك يهودي يكون له النفوذ الأعلى في العالم ،فهم الذين شلوا عرض السلطان البابوي بقوة العلم والمال ، لأنّه كان يضطهدهم في كل مكان ، وهم الذين أضعفوا سلطان الحكم القيصري بمجلس الدوما أولا ثمّ قوضوه بالحكومة الشيوعية آخرا لأنه كان يضطهدهم أيضا - وهم الذين ساعدوا جمعية الاتحاد والترقي على تقويض سلطان الخلافة التركية تمهيدا لتمكينهم من امتلاك فلسطين لا لاضطهاد الترك لهم فإنّهم لم يضطهدوهم - وهم الذين قوضوا صرح القوة الألمانية في الحرب الأخيرة بما نفثوه من سموم الثورة في أسطولها وفي جيشها وبما جاهدوا بأموالهم وكيدهم في حمل الولايات المتحدة على مساعدة أعدائها الحلفاء عليها ، ثمّ سعوا لنشر الشيوعية فيها حتى لا تقوم لها قائمة مسيحية ولا قومية ، وما كان هذا إلاّ خدمة لإنكلترة وجزاء على عهدها بلسان لورد بلفور على تأسيس وطن قومي وملك يهودي في فلسطين فكيدهم لألمانية كان ككيدهم للدولة العثمانية لا ككيدهم لدول اللاتين والقيصرية الروسية ، ومن النّاس من يرى أنّ إضعاف ألمانية وانتصار الحلفاء عليها كان خيرا للإنسانية وأنا أرى عكسه . فأنت ترى أنّ هذا الشعب أفضل من جميع شعوب الأرض عزيمة ووحدة وأثرة وذكاء، وإقداما وثباتا، واعتزازا بنفسه، وأمّا ضرره لغيره فهو يجري فيه على ما تعلّمه من شعوب أوربة وكيد بعضها لبعض وشره ما كان من دفع المفاسد بالمفاسد. ويجري على سنة الاجتماع البشري والطبيعي المسمّاة برد الفعل، وقاعدة إذا جاوز الشيء حدّه، جاوز ضده أو انقلب إلى ضدّه، ووفاقا للحديث الشهير على ألسنة العامة: {الظالم سيف الله ينتقم به ثمّ ينتقم منه}. رواه الديلمي في مسند الفردوس بلفظ (عدل الله) ولكن بغير سند وقال الحافظ ابن حجر أنه لا يعرف له رواية غيره، ولا يمكن أن يغلب على أمره إلّا بقوة الحق والعدل والهدى التي كفل الله نصر أهلها على من يقاومها، وهذه القوة لا توجد إلّا في دين الإسلام دين القرآن وسنّة محمد عليه الصلاة والسلام، التي فتح بها خلفاؤه العالم، وطهروا ما ظهر عليه منه من الوثنية والظلم والمنكرات، وعبادة البشر من الكهنة والملوك، وقد بيّنّا هذا بالتفصيل في كتابنا (الوحي المحمّدي) الجديد.</p> <p dir="RTL"> وقد تنبهت الشعوب اللاتينية والجرمانية للانتقام منهم ،ولا يزال الإنكلوسكسون ينتصرون لهم بسبب نفوذهم المالي ، ولكن الدولة الإنكليزية هي التي ستقضي عليهم القضاء الأخير ، بمساعدتهم على تأسيس الملك اليهودي في فلسطين بظلم للعرب شديد وبغي فظيع ،بالرغم من وعيد الله لهم على لسان رسله ولا سيما المسيح الحق ومحمد خاتم النبيين صلوات الله وسلامه عليهما ، وسيكون هذا الجمع بين الظلم والبغي الإنكليزي والطبع اليهودي قاضيا على نفوذ إنكلترة في الشرق خلافا لما يظنان ، معجلا لحياة الأمة العربية خلافا لما يبغيان ،بمقتضى سنّة رد الفعل في الاجتماع ، بل عجّل الله للإنكليز الانتقام بزوال نفوذهم المعنوي وصيتهم الأدبي بفضيحتهم في فلسطين&nbsp; وسيتبعه النفوذ المادي ولو بعد حين ، وأمّا اليهود فهم على ما ذكرنا من مزاياهم قد سلبوا الاستعداد للملك بفقدهم لملكة الحرب إذ قال الله فيهم (ولتجدنّهم أحرص النّاس على حياة ) وبشدّة أثرتهم المالية وعصبتيهم النسبية والدينية .التي بغضتهم إلى جميع شعوب البشر مسُودين ، فكيف إذا صاروا سائدين ، وقد قال الله فيهم : ( أم لهم نصيب من الملك فإذا لا يؤتون الناس نقيرا ) وقد ورد في أخبار نبينا الغيبية أنه قال ( تقاتلكم اليهود فتظهرون عليهم حتى يقول الحجر والشجر يا مسلم ههنا ورائي يهودي تعال فاقتله ) رواه البخاري ومسلم وغيرهما .</p> <p dir="RTL"> <strong style="margin: 0px; padding: 0px; border: 0px; outline: 0px; font-size: 14px; background-image: initial; background-position: initial; background-size: initial; background-repeat: initial; background-attachment: initial; background-origin: initial; background-clip: initial; color: rgb(51, 51, 51); font-family: Tahoma;">نقلا عن مقال بعنوان {انتقام الله من الامم بعضها ببعض} للأستاذ&nbsp;<strong>رشيد رضا</strong>، والذي نشرته مجلة الشهاب في جزئها الأول من المجلد العاشر، الصادر في غرّة رمضان 1352ه ل جانفي 1934م:</strong></p> <p dir="RTL"> كتب الأستاذ <strong>رشيد رضا</strong> في مجلته (<strong>المنار</strong>) الرفيع جوابا عن سؤال سائل عن معنى تفضيل بني إسرائيل على العالمين فبيّن أنّه خاص بالمهتدين منهم في أهل زمانهم وأنّه قد انقضى ما كان لهم من التفضيل الديني ببعثة <strong>محمد رسول الله وخاتم النبيئين صلى الله عليه وسلم</strong> إلى الفرع الآخر من ذرية إبراهيم وهم العرب. ثمّ بيّن له حكمة الله في أعمالهم في العالم. فاجتنينا منه هذا البيان فيما يلي:</p> <p dir="RTL"> (وأمّا ما يستنكره السائل من أعمالهم الإفسادية في العالم ولا سيما روسية وألمانية فحكمته أنّ الله تعالى ينتقم بقوتهم في التدبير المالي والمكر والكيد السري (كالماسونية) من أشدّ شعوب الأرض ضراوة بالحروب ، واستذلال الشعوب واستخدام دين المسيح لنقيض ما جاء به من الزهد والتواضع والإيثار ، فلولا كيد اليهود في شلّ عرش ذلك السلطان الديني الدنيوي في أوربة لَمَحَت العصبية الصليبية آية الإسلام من الشرق كما محتها من أكثر أوربة ،ولا طفأت نوره ، ولما وجدت هذه الحضارة المؤسسة على قواعد العلوم والفنون والحرية التي نفخها روح الإسلام في الأندلس والشرق ثمّ انتقلت إلى إيطالية وفرنسة فسائر بلاد الغرب ، على أنّ الشعوب الأوربية الحربية بالطبع الموروث قد كفرت بنعم الله تعالى في العلم كما كفرت من قبل بنعمته في هداية الدين ، فهي تستخدمها في الاستعداد لدكّ معالم الحضارة والعمران وإبادة بعض شعوبها لبعض ، فاليهود يكيدون لهذه الدول وشعوبها في شرق أوربة وآسية بالبلشفية ، وفي غربها بخصيمتها الرأسمالية ، والغرض من الكيدين إزالة بغي القوة النصرانية ثم القوة المادية لشعوب أوربة إلّا التي تساعدهم على غرضهم الأساسي ، وهو تجديد ملك يهودي يكون له النفوذ الأعلى في العالم ،فهم الذين شلوا عرض السلطان البابوي بقوة العلم والمال ، لأنّه كان يضطهدهم في كل مكان ، وهم الذين أضعفوا سلطان الحكم القيصري بمجلس الدوما أولا ثمّ قوضوه بالحكومة الشيوعية آخرا لأنه كان يضطهدهم أيضا - وهم الذين ساعدوا جمعية الاتحاد والترقي على تقويض سلطان الخلافة التركية تمهيدا لتمكينهم من امتلاك فلسطين لا لاضطهاد الترك لهم فإنّهم لم يضطهدوهم - وهم الذين قوضوا صرح القوة الألمانية في الحرب الأخيرة بما نفثوه من سموم الثورة في أسطولها وفي جيشها وبما جاهدوا بأموالهم وكيدهم في حمل الولايات المتحدة على مساعدة أعدائها الحلفاء عليها ، ثمّ سعوا لنشر الشيوعية فيها حتى لا تقوم لها قائمة مسيحية ولا قومية ، وما كان هذا إلاّ خدمة لإنكلترة وجزاء على عهدها بلسان لورد بلفور على تأسيس وطن قومي وملك يهودي في فلسطين فكيدهم لألمانية كان ككيدهم للدولة العثمانية لا ككيدهم لدول اللاتين والقيصرية الروسية ، ومن النّاس من يرى أنّ إضعاف ألمانية وانتصار الحلفاء عليها كان خيرا للإنسانية وأنا أرى عكسه . فأنت ترى أنّ هذا الشعب أفضل من جميع شعوب الأرض عزيمة ووحدة وأثرة وذكاء، وإقداما وثباتا، واعتزازا بنفسه، وأمّا ضرره لغيره فهو يجري فيه على ما تعلّمه من شعوب أوربة وكيد بعضها لبعض وشره ما كان من دفع المفاسد بالمفاسد. ويجري على سنة الاجتماع البشري والطبيعي المسمّاة برد الفعل، وقاعدة إذا جاوز الشيء حدّه، جاوز ضده أو انقلب إلى ضدّه، ووفاقا للحديث الشهير على ألسنة العامة: {الظالم سيف الله ينتقم به ثمّ ينتقم منه}. رواه الديلمي في مسند الفردوس بلفظ (عدل الله) ولكن بغير سند وقال الحافظ ابن حجر أنه لا يعرف له رواية غيره، ولا يمكن أن يغلب على أمره إلّا بقوة الحق والعدل والهدى التي كفل الله نصر أهلها على من يقاومها، وهذه القوة لا توجد إلّا في دين الإسلام دين القرآن وسنّة محمد عليه الصلاة والسلام، التي فتح بها خلفاؤه العالم، وطهروا ما ظهر عليه منه من الوثنية والظلم والمنكرات، وعبادة البشر من الكهنة والملوك، وقد بيّنّا هذا بالتفصيل في كتابنا (الوحي المحمّدي) الجديد.</p> <p dir="RTL"> وقد تنبهت الشعوب اللاتينية والجرمانية للانتقام منهم ،ولا يزال الإنكلوسكسون ينتصرون لهم بسبب نفوذهم المالي ، ولكن الدولة الإنكليزية هي التي ستقضي عليهم القضاء الأخير ، بمساعدتهم على تأسيس الملك اليهودي في فلسطين بظلم للعرب شديد وبغي فظيع ،بالرغم من وعيد الله لهم على لسان رسله ولا سيما المسيح الحق ومحمد خاتم النبيين صلوات الله وسلامه عليهما ، وسيكون هذا الجمع بين الظلم والبغي الإنكليزي والطبع اليهودي قاضيا على نفوذ إنكلترة في الشرق خلافا لما يظنان ، معجلا لحياة الأمة العربية خلافا لما يبغيان ،بمقتضى سنّة رد الفعل في الاجتماع ، بل عجّل الله للإنكليز الانتقام بزوال نفوذهم المعنوي وصيتهم الأدبي بفضيحتهم في فلسطين&nbsp; وسيتبعه النفوذ المادي ولو بعد حين ، وأمّا اليهود فهم على ما ذكرنا من مزاياهم قد سلبوا الاستعداد للملك بفقدهم لملكة الحرب إذ قال الله فيهم (ولتجدنّهم أحرص النّاس على حياة ) وبشدّة أثرتهم المالية وعصبتيهم النسبية والدينية .التي بغضتهم إلى جميع شعوب البشر مسُودين ، فكيف إذا صاروا سائدين ، وقد قال الله فيهم : ( أم لهم نصيب من الملك فإذا لا يؤتون الناس نقيرا ) وقد ورد في أخبار نبينا الغيبية أنه قال ( تقاتلكم اليهود فتظهرون عليهم حتى يقول الحجر والشجر يا مسلم ههنا ورائي يهودي تعال فاقتله ) رواه البخاري ومسلم وغيرهما .</p> لأمراض الفاشية في الإسلام، رأسها الجهل، وذروة سنامها التقليد، وزمامها التعصب 2017-11-17T15:01:10Z 2017-11-17T15:01:10Z http://www.nouralhuda.com/كتب-و-مخطوطات/69/573.html المدير spaguitte@gmail.com <p dir="RTL"> <strong><u>رسائل ومقالات</u></strong></p> <p dir="RTL"> <strong>نقلا عن مقال بعنوان {الأمراض الفاشية في الإسلام (2)، رأسها الجهل، وذروة سنامها التقليد، وزمامها التعصب} للأستاذ عمر بن البسكري / مدرس بمدرسة الإخاء ببسكرة، والذي نشرته مجلة الشهاب في جزئها الأول من المجلد العاشر، الصادر في غرّة رمضان 1352ه ل جانفي 1934م:</strong></p> <p dir="RTL"> إلى من ذكّر بآيات ربه ولم يعرض عنها، إلى من يلتقط الحكمة حيث وجدها، إلى المسلم الحنيف الذي يهمه علاج قلبه، والإخبات والإنابة إلى ربه. أقدّم لك هذه الذكرى لتكون لي ولك بها عند الله ذكرى: إنّ أمّتنا اليوم لفي جهل كبير وخطإ كثير شاب عليه الصغير، وهرم عليه الكبير، جهل بأصول الدين وقواعده، جهل بمقتضياته ومقاصده وجهل بشؤون النبي صلى الله عليه وسلم وسننه القولية والعملية، جهل بمذاهب أئمتنا رضي الله عنهم الصحيحة المرضية. فلهذا وصل بنا الحال إلى ما ترى: هوى متّبع، وشحٌّ مطاع، وعجاب كل ذي رأي برأيه. وعاد الدّين غريبا كما بدأ، غريبا محدقا بجيوش الفتك والردى، فمن طوائف إلحادية تريد تغييره وتحويله إلى طوائف تبشيرية تريد إزعاجه وتهويله ،إلى علماء سوء وجمود شادّين وثاقه وتكبيله، وكلهم عن بكرة أبيهم يريدون اكتساحه والقضاء عليه وهيهات أن يبلغ أحد منهم المراد والطائفة القائمة على الحق لهم بالمرصاد، لا يسألون عليه أجرا، ولا يكلفون الأمة أن تتبع زيدا أو عمرا. إلاّ أئمة فطاحل أبرار، فضلهم كالشمس في رابعة النهار من كونهم أدلّاء على الحق موصلين إليه، لا مشرعيه ولا منتحليه.</p> <p dir="RTL"> <strong><u>مثال جهلنا بسنة النبي صلى الله عليه وسلم القولية والعملية</u></strong></p> <p dir="RTL"> إنّنا كلما طرق مسمعنا لفظ: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إلّا نظنّ ذلك حجة في الدين مع أنّهم نصوا أنّ مجرد رفع الحديث ليس كافيا في الاحتجاج، لاحتمال ضعفه، أو نسخه، أو وضعه أو أنّه من قبيل الفتاوى الشخصية التي جعلها الجمهور محلّ اجتهاد وإن احتج بها بعض جهابذة العلم والسداد وكذلك قول الصحابي إذا انفرد به وكان أكثر الصحابة رضي الله عنهم على خلافه.</p> <p dir="RTL"> كما أنّنا كلما نقل إلينا حديث من السنن العملية نظنّ ذلك حجة من الحجج القاطعة.</p> <p dir="RTL"> <strong><u>مثال جهلنا بأصول الدّين وقواعده</u></strong></p> <p dir="RTL"> فمن ذلك اعتقاد بعض أنّ لنا &nbsp;الدار الآخرة، ولغيرنا الدنيا، فلهذا يندر في خلقنا من يعمل للدين والدنيا معًا كما كان سلفنا الصالح ،فتكثر فينا طوائف التبتل والانقطاع الذي هو دين النصرانية (إلا القرار أيام الفتنة كما قدمنا ذلك) ويكثر فينا طوائف الماديات والاسترسال مع الشهوات الذي هو دين اليهودية. مع أنّ ديننا &nbsp;دين الدنيا والآخرة معا، دين الروح والجسد، دين العزة والسؤدد، دين سعادة الأبد، ففي الصحيح أنّ أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم كانوا يتّجرون ويعملون في نخيلهم وفي الصحيح أيضا: {ما من مسلم يغرس غرسا أو يزرع زرعا فيأكل منه طير أو إنسان أو بهيمة إلاّ كان له به صدقة} وفي الحديث أيضا: {إنّ الرجل ليؤجر حتى على اللقمة يجعلها في فيّ امرأته} ومن حديث صحيح: {من بنا بنيانا في غير ظلم ولا اعتداء كان له أجر جار ما انتفع به من خلق الله تبارك وتعالى} الحديث بتمامه رواه أحمد. وبما أجمعوا عليه أنّ القيام بالحرف المهمّة فرض كفاية، وأنّ المباح ينقلب طاعة بالنية الصالحة ومن ذلك دخول امرأة النار في هرّة، ودخول رجل الجنة في كلب، وأنّ في كل ذي كبد رطبة أجرا. كل هذا صحيح في الحديث.</p> <p dir="RTL"> <strong><u>مثال جهلنا بمقتضياته ومقاصده</u></strong></p> <p dir="RTL"> من ذلك مسألة التوكل التي اختلط فيها على كثيرين الحابل بالنابل. ظنّ الكثير ولا زالوا يظنون أنّ اتخاذ الأسباب ينافي التوكل وليس الأمر كذلك بل الإنسان مطالب بالعمل ما في قدرته وطاقته ومطالب بالتوكل على ربه في ما فوق قدرته وطاقته أي الإنسان : فالزراعي مثلا مأمور ببذر الحب ، وحرث الأرض لأنهما في طاقته ومأمور بالتوكل على الله في الإنبات والحفظ من الجوائح لأنهما ليستا في طاقته وقدرته أي الإنسان ، ومما يوضح المقام ما روي من قول النبي صلى الله عليه وسلم لصاحب الناقة في حديث رواه الترمذي { اعقلها وتوكل على الله } أي اعقلها لأنّ العقل في قدرتك وتوكل على الله في حفظها من الأمر السماوي وغيره مما لا دخل للمخلوق فيه .</p> <p dir="RTL"> <strong><u>مثال جهلنا بمذاهب الأئمة</u></strong></p> <p dir="RTL"> اعتقادنا أنّ كل ما دوَّن في مذهب مالك رضي الله عنه من الفروع مثلا أنّه مذهبه وليس الأمر كذلك بل في مذهبه ما يتبرأ الله ورسوله والمؤمنون من كلّ ما ألصقه به بعض المتأخرين أمّا مذهبه الأصلي ومذهب أصحابه الذين أخذوا عنه مشافهة فهو ليله كنهاره (رحمك الله من إمام يا لو ترى ما حلّ بمذهبك بعدك وينسبونه إليك من غير خجل يا إمام السنة، ويا حبر الأمة).</p> <p dir="RTL"> وكذلك اعتقادنا أنّه لا يجوز الخروج من مذهب إلى مذهب إذا استبان لنا الدليل، وكذلك اعتقادنا انحصار الدين في المذاهب الأربعة دون غيرها كمذهب الظاهرية أتباع داوود الظاهري رضي الله عنه ومذهب الزيدية أتباع زيد بن زين العابدين وغيرهما من مذاهب آل البيت عليهم السلام. وأمّا الفتاوى من الصحاح كالبخاري ومسلم فهي عندنا ذنب لا يغفر، وجناية لا تكفر، وإذا قرأناها فإنما قرأناها على سبيل التبرك، اللهم لطفا لطفا بعبادك.</p> <p dir="RTL"> <strong>{وما أوتيتم من العلم إلاّ قليلا}</strong></p> <p dir="RTL"> <strong>(الآية 85/الإسراء)</strong></p> <p dir="RTL"> <strong>عجز العلم عن اكتناه حقائق الأشياء</strong></p> <p dir="RTL"> &nbsp;</p> <p dir="RTL"> مضى الزمن والناس يظنون أنّ العلم قد اكتشف حقائق هذا الوجود وقد اكتنه كنه المادة وما بقي له شيء مما يعجز عنه، حتى خرج- أوكاد- بهذه العقيدة جماعات من أجزاء العلماء إلى الإلحاد. أمّا اليوم فقد اعترف العلم نفسه بعجزه عن إدراك كنه أجلى الحقائق المادية وأشهرها، وأنّه يرى فيها ما لابد سبيلا لتعليله بما يشاهده منها. وهذا يضطره إلى الاعتراف بوجود شيء آخر غيرها هو الذي يجعلها على ما هي عليه في تركيبها وتحليلها -ذلك هو الله - وقد كتب الأستاذ فريد وجدي مقالا في مجلة {الهلال} الكبرى تحت عنوان (تغلب العلم على المذهب المادي) فاجتنينا منه ما فيه من أقوال أساطين العلماء الدالة على ما ذكرناه:</p> <p dir="RTL"> (ومن حسن الحظ أنّه لا شيء أحسن ملاءمة للترقي العلمي من هذه الفوضى، فالوجود مفعم بمجهولات لا نراها، والحجاب يحجبها عنّا منسوج غالبا من الآراء الضالّة أو الناقصة التي توجبها علينا تقاليد العلم الرسمي، فلا يمكن عمل خطوة للأمام إلّا بعد تفكك عرى الآراء السابقة، والأشدّ خطرا على تقدم العقل الإنساني هو تقديم الظنّيات للقرّاء لابسة حلل الحقائق المقررة على نحو ما تفعله كتب التسليم، والتطاول لوضع تخييم للعلم ورسم حدود لما يمكن معرفته كما كان يودّ ذلك (أجوست كومت). انتهى من كلام جوستاف لوبون.</p> <p dir="RTL"> وقال العلامة الجليل الأستاذ (شارل ربشبه) المدرس بجامعة الطبّ الباريزية والعضو بمجمّع العلماء الفرنسي من مقدمة كتبها لكتاب ((الظواهر النفسية)) للدكتور ماكسويل، قال:</p> <p dir="RTL"> (لماذا لا نصرح بصوت جهوري بأنّ كل هذا العلم الذي نفخر به إلى هذا الحد ليس في حقيقته إلّا إدراكا لظواهر الأشياء. وأمّا حقائقها فتفلت منّا ولا تقع تحت مداركنا. والطبيعة الصحيحة للنواميس التي تقود المادة الحيّة والجامدة تتعالى عن أن تلم بها عقولنا. مثال ذلك أنّنا إذا ألقينا حجرا في الهواء نراه يسقط إلى الأرض. فلماذا سقط؟ يجيبنا (نيوتن) سقط بجذب الأرض إياه جذبا مناسبا لكتلته وللمسافة التي سقط منها، ولكن ما هو هذا الناموس إن لم يكن مجرّد تحصيل حاصل، وإلّا فهل فهم أحد تلك الذبذبة الجاذبية التي تجعل الحجر يسقط على الأرض؟ إنّ ظاهرة سقوط حجر على الأرض من الشيوع بحيث لا تدهشنا، ولكن الواقع أنه لا يوجد عقل إنساني يفهم ذلك، إنّ هذه الظاهرة عاديّة وعامّة ومقبولة ولكنّها غير مفهومة ككلّ ظواهر الطبيعة بغير استثناء (تأمل).</p> <p dir="RTL"> <span dir="LTR">)</span>نرى البيضة تلقح فتصبح جنينا ، ونرانا نصف أدوار هذه الظاهرة ونحن بين مخطئين ومصيبين ، ولكن هل فهمنا رغما عن وصفنا الدقيق لها سرّ ذلك التحول الذي يحدث في البروتوبلاسما الخلوية فيقلبها إلى كائن حي عظيم ؟ وبأي معجزة تحدث تلك التجزؤات؟ ولماذا تجتمع تلك التحببات هناك؟ ولماذا تتهادم هناك لتعيد تكونها في مكان آخر؟</p> <p dir="RTL"> (إنّنا نعيش في وسط ظواهر تتوالى حولنا ولا نفهم سر واحدة منها فهما يليق بدرجتها، حتى إن أكثرها سذاجة لا يزال سرّا من الأسرار المحجوبة كلّ الإحجاب، فما معنى اتحاد الإد روجين بالأكسجين؟ ومن الذي استطاع أن يفهم ولو مرّة واحدة معنى هذا الاتحاد، وهو يفضي إلى إبطال خواص الجسمين المتحدين وإيجاد جسم ثالث مخالف للأولين كل المخالفة؟ إنّ العلماء لم يتفقوا للآن حتى على طبيعة الجوهر الفرد الذي يوصف بأنّه غير قابل للوزن وهو مع ذلك يصير قابلا له متى اجتمع عدد كبير منه.</p> <p dir="RTL"> (فلأولى بالعالم الحق أن يكون متواضعا وجريئا في آن واحد، متواضعا لأنّ علومنا ضئيلة وجريئا لأنّ مجال العوالم المجهولة مفتوح أمامه).</p> <p> <span dir="RTL">وقال العلامة الكبير (وليم كروكس) من أعضاء المجمع العلمي الملكي الإنجليزي من خطبة له وقد أسندت إليه رئاسة هذا المجمّع كما ورد في صفحة 8 من مجموع خطبه: (من بين جميع الصفات التي عاودتني في مباحثي النفسية وذلّلت طرق اكتشافاتي الطبيعية - وكانت تلك الاكتشافات أحيانا غير منتظرة - قلت من بين تلك الصفات عندي: اعتقادي الراسخ بجهلي وأكثر الذين يدرسون الطبيعة يستحيل أمرهم عاجلا أو آجلا إلى إهمالهم الكلي لجانب عظيم من رأس مالهم العلمي المزعوم، لانّهم يرون أنّ رأس مالهم هذا وهمي محض).</span></p> <p dir="RTL"> <strong><u>رسائل ومقالات</u></strong></p> <p dir="RTL"> <strong>نقلا عن مقال بعنوان {الأمراض الفاشية في الإسلام (2)، رأسها الجهل، وذروة سنامها التقليد، وزمامها التعصب} للأستاذ عمر بن البسكري / مدرس بمدرسة الإخاء ببسكرة، والذي نشرته مجلة الشهاب في جزئها الأول من المجلد العاشر، الصادر في غرّة رمضان 1352ه ل جانفي 1934م:</strong></p> <p dir="RTL"> إلى من ذكّر بآيات ربه ولم يعرض عنها، إلى من يلتقط الحكمة حيث وجدها، إلى المسلم الحنيف الذي يهمه علاج قلبه، والإخبات والإنابة إلى ربه. أقدّم لك هذه الذكرى لتكون لي ولك بها عند الله ذكرى: إنّ أمّتنا اليوم لفي جهل كبير وخطإ كثير شاب عليه الصغير، وهرم عليه الكبير، جهل بأصول الدين وقواعده، جهل بمقتضياته ومقاصده وجهل بشؤون النبي صلى الله عليه وسلم وسننه القولية والعملية، جهل بمذاهب أئمتنا رضي الله عنهم الصحيحة المرضية. فلهذا وصل بنا الحال إلى ما ترى: هوى متّبع، وشحٌّ مطاع، وعجاب كل ذي رأي برأيه. وعاد الدّين غريبا كما بدأ، غريبا محدقا بجيوش الفتك والردى، فمن طوائف إلحادية تريد تغييره وتحويله إلى طوائف تبشيرية تريد إزعاجه وتهويله ،إلى علماء سوء وجمود شادّين وثاقه وتكبيله، وكلهم عن بكرة أبيهم يريدون اكتساحه والقضاء عليه وهيهات أن يبلغ أحد منهم المراد والطائفة القائمة على الحق لهم بالمرصاد، لا يسألون عليه أجرا، ولا يكلفون الأمة أن تتبع زيدا أو عمرا. إلاّ أئمة فطاحل أبرار، فضلهم كالشمس في رابعة النهار من كونهم أدلّاء على الحق موصلين إليه، لا مشرعيه ولا منتحليه.</p> <p dir="RTL"> <strong><u>مثال جهلنا بسنة النبي صلى الله عليه وسلم القولية والعملية</u></strong></p> <p dir="RTL"> إنّنا كلما طرق مسمعنا لفظ: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إلّا نظنّ ذلك حجة في الدين مع أنّهم نصوا أنّ مجرد رفع الحديث ليس كافيا في الاحتجاج، لاحتمال ضعفه، أو نسخه، أو وضعه أو أنّه من قبيل الفتاوى الشخصية التي جعلها الجمهور محلّ اجتهاد وإن احتج بها بعض جهابذة العلم والسداد وكذلك قول الصحابي إذا انفرد به وكان أكثر الصحابة رضي الله عنهم على خلافه.</p> <p dir="RTL"> كما أنّنا كلما نقل إلينا حديث من السنن العملية نظنّ ذلك حجة من الحجج القاطعة.</p> <p dir="RTL"> <strong><u>مثال جهلنا بأصول الدّين وقواعده</u></strong></p> <p dir="RTL"> فمن ذلك اعتقاد بعض أنّ لنا &nbsp;الدار الآخرة، ولغيرنا الدنيا، فلهذا يندر في خلقنا من يعمل للدين والدنيا معًا كما كان سلفنا الصالح ،فتكثر فينا طوائف التبتل والانقطاع الذي هو دين النصرانية (إلا القرار أيام الفتنة كما قدمنا ذلك) ويكثر فينا طوائف الماديات والاسترسال مع الشهوات الذي هو دين اليهودية. مع أنّ ديننا &nbsp;دين الدنيا والآخرة معا، دين الروح والجسد، دين العزة والسؤدد، دين سعادة الأبد، ففي الصحيح أنّ أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم كانوا يتّجرون ويعملون في نخيلهم وفي الصحيح أيضا: {ما من مسلم يغرس غرسا أو يزرع زرعا فيأكل منه طير أو إنسان أو بهيمة إلاّ كان له به صدقة} وفي الحديث أيضا: {إنّ الرجل ليؤجر حتى على اللقمة يجعلها في فيّ امرأته} ومن حديث صحيح: {من بنا بنيانا في غير ظلم ولا اعتداء كان له أجر جار ما انتفع به من خلق الله تبارك وتعالى} الحديث بتمامه رواه أحمد. وبما أجمعوا عليه أنّ القيام بالحرف المهمّة فرض كفاية، وأنّ المباح ينقلب طاعة بالنية الصالحة ومن ذلك دخول امرأة النار في هرّة، ودخول رجل الجنة في كلب، وأنّ في كل ذي كبد رطبة أجرا. كل هذا صحيح في الحديث.</p> <p dir="RTL"> <strong><u>مثال جهلنا بمقتضياته ومقاصده</u></strong></p> <p dir="RTL"> من ذلك مسألة التوكل التي اختلط فيها على كثيرين الحابل بالنابل. ظنّ الكثير ولا زالوا يظنون أنّ اتخاذ الأسباب ينافي التوكل وليس الأمر كذلك بل الإنسان مطالب بالعمل ما في قدرته وطاقته ومطالب بالتوكل على ربه في ما فوق قدرته وطاقته أي الإنسان : فالزراعي مثلا مأمور ببذر الحب ، وحرث الأرض لأنهما في طاقته ومأمور بالتوكل على الله في الإنبات والحفظ من الجوائح لأنهما ليستا في طاقته وقدرته أي الإنسان ، ومما يوضح المقام ما روي من قول النبي صلى الله عليه وسلم لصاحب الناقة في حديث رواه الترمذي { اعقلها وتوكل على الله } أي اعقلها لأنّ العقل في قدرتك وتوكل على الله في حفظها من الأمر السماوي وغيره مما لا دخل للمخلوق فيه .</p> <p dir="RTL"> <strong><u>مثال جهلنا بمذاهب الأئمة</u></strong></p> <p dir="RTL"> اعتقادنا أنّ كل ما دوَّن في مذهب مالك رضي الله عنه من الفروع مثلا أنّه مذهبه وليس الأمر كذلك بل في مذهبه ما يتبرأ الله ورسوله والمؤمنون من كلّ ما ألصقه به بعض المتأخرين أمّا مذهبه الأصلي ومذهب أصحابه الذين أخذوا عنه مشافهة فهو ليله كنهاره (رحمك الله من إمام يا لو ترى ما حلّ بمذهبك بعدك وينسبونه إليك من غير خجل يا إمام السنة، ويا حبر الأمة).</p> <p dir="RTL"> وكذلك اعتقادنا أنّه لا يجوز الخروج من مذهب إلى مذهب إذا استبان لنا الدليل، وكذلك اعتقادنا انحصار الدين في المذاهب الأربعة دون غيرها كمذهب الظاهرية أتباع داوود الظاهري رضي الله عنه ومذهب الزيدية أتباع زيد بن زين العابدين وغيرهما من مذاهب آل البيت عليهم السلام. وأمّا الفتاوى من الصحاح كالبخاري ومسلم فهي عندنا ذنب لا يغفر، وجناية لا تكفر، وإذا قرأناها فإنما قرأناها على سبيل التبرك، اللهم لطفا لطفا بعبادك.</p> <p dir="RTL"> <strong>{وما أوتيتم من العلم إلاّ قليلا}</strong></p> <p dir="RTL"> <strong>(الآية 85/الإسراء)</strong></p> <p dir="RTL"> <strong>عجز العلم عن اكتناه حقائق الأشياء</strong></p> <p dir="RTL"> &nbsp;</p> <p dir="RTL"> مضى الزمن والناس يظنون أنّ العلم قد اكتشف حقائق هذا الوجود وقد اكتنه كنه المادة وما بقي له شيء مما يعجز عنه، حتى خرج- أوكاد- بهذه العقيدة جماعات من أجزاء العلماء إلى الإلحاد. أمّا اليوم فقد اعترف العلم نفسه بعجزه عن إدراك كنه أجلى الحقائق المادية وأشهرها، وأنّه يرى فيها ما لابد سبيلا لتعليله بما يشاهده منها. وهذا يضطره إلى الاعتراف بوجود شيء آخر غيرها هو الذي يجعلها على ما هي عليه في تركيبها وتحليلها -ذلك هو الله - وقد كتب الأستاذ فريد وجدي مقالا في مجلة {الهلال} الكبرى تحت عنوان (تغلب العلم على المذهب المادي) فاجتنينا منه ما فيه من أقوال أساطين العلماء الدالة على ما ذكرناه:</p> <p dir="RTL"> (ومن حسن الحظ أنّه لا شيء أحسن ملاءمة للترقي العلمي من هذه الفوضى، فالوجود مفعم بمجهولات لا نراها، والحجاب يحجبها عنّا منسوج غالبا من الآراء الضالّة أو الناقصة التي توجبها علينا تقاليد العلم الرسمي، فلا يمكن عمل خطوة للأمام إلّا بعد تفكك عرى الآراء السابقة، والأشدّ خطرا على تقدم العقل الإنساني هو تقديم الظنّيات للقرّاء لابسة حلل الحقائق المقررة على نحو ما تفعله كتب التسليم، والتطاول لوضع تخييم للعلم ورسم حدود لما يمكن معرفته كما كان يودّ ذلك (أجوست كومت). انتهى من كلام جوستاف لوبون.</p> <p dir="RTL"> وقال العلامة الجليل الأستاذ (شارل ربشبه) المدرس بجامعة الطبّ الباريزية والعضو بمجمّع العلماء الفرنسي من مقدمة كتبها لكتاب ((الظواهر النفسية)) للدكتور ماكسويل، قال:</p> <p dir="RTL"> (لماذا لا نصرح بصوت جهوري بأنّ كل هذا العلم الذي نفخر به إلى هذا الحد ليس في حقيقته إلّا إدراكا لظواهر الأشياء. وأمّا حقائقها فتفلت منّا ولا تقع تحت مداركنا. والطبيعة الصحيحة للنواميس التي تقود المادة الحيّة والجامدة تتعالى عن أن تلم بها عقولنا. مثال ذلك أنّنا إذا ألقينا حجرا في الهواء نراه يسقط إلى الأرض. فلماذا سقط؟ يجيبنا (نيوتن) سقط بجذب الأرض إياه جذبا مناسبا لكتلته وللمسافة التي سقط منها، ولكن ما هو هذا الناموس إن لم يكن مجرّد تحصيل حاصل، وإلّا فهل فهم أحد تلك الذبذبة الجاذبية التي تجعل الحجر يسقط على الأرض؟ إنّ ظاهرة سقوط حجر على الأرض من الشيوع بحيث لا تدهشنا، ولكن الواقع أنه لا يوجد عقل إنساني يفهم ذلك، إنّ هذه الظاهرة عاديّة وعامّة ومقبولة ولكنّها غير مفهومة ككلّ ظواهر الطبيعة بغير استثناء (تأمل).</p> <p dir="RTL"> <span dir="LTR">)</span>نرى البيضة تلقح فتصبح جنينا ، ونرانا نصف أدوار هذه الظاهرة ونحن بين مخطئين ومصيبين ، ولكن هل فهمنا رغما عن وصفنا الدقيق لها سرّ ذلك التحول الذي يحدث في البروتوبلاسما الخلوية فيقلبها إلى كائن حي عظيم ؟ وبأي معجزة تحدث تلك التجزؤات؟ ولماذا تجتمع تلك التحببات هناك؟ ولماذا تتهادم هناك لتعيد تكونها في مكان آخر؟</p> <p dir="RTL"> (إنّنا نعيش في وسط ظواهر تتوالى حولنا ولا نفهم سر واحدة منها فهما يليق بدرجتها، حتى إن أكثرها سذاجة لا يزال سرّا من الأسرار المحجوبة كلّ الإحجاب، فما معنى اتحاد الإد روجين بالأكسجين؟ ومن الذي استطاع أن يفهم ولو مرّة واحدة معنى هذا الاتحاد، وهو يفضي إلى إبطال خواص الجسمين المتحدين وإيجاد جسم ثالث مخالف للأولين كل المخالفة؟ إنّ العلماء لم يتفقوا للآن حتى على طبيعة الجوهر الفرد الذي يوصف بأنّه غير قابل للوزن وهو مع ذلك يصير قابلا له متى اجتمع عدد كبير منه.</p> <p dir="RTL"> (فلأولى بالعالم الحق أن يكون متواضعا وجريئا في آن واحد، متواضعا لأنّ علومنا ضئيلة وجريئا لأنّ مجال العوالم المجهولة مفتوح أمامه).</p> <p> <span dir="RTL">وقال العلامة الكبير (وليم كروكس) من أعضاء المجمع العلمي الملكي الإنجليزي من خطبة له وقد أسندت إليه رئاسة هذا المجمّع كما ورد في صفحة 8 من مجموع خطبه: (من بين جميع الصفات التي عاودتني في مباحثي النفسية وذلّلت طرق اكتشافاتي الطبيعية - وكانت تلك الاكتشافات أحيانا غير منتظرة - قلت من بين تلك الصفات عندي: اعتقادي الراسخ بجهلي وأكثر الذين يدرسون الطبيعة يستحيل أمرهم عاجلا أو آجلا إلى إهمالهم الكلي لجانب عظيم من رأس مالهم العلمي المزعوم، لانّهم يرون أنّ رأس مالهم هذا وهمي محض).</span></p>