المُكتفون بالعلوم المادية ونظرتهم إلى الإسلام

طباعة
تقييم المستخدمين: / 2
سيئجيد 

        نقلا عن مقال ــ( بعنوان : ألا تُحافظون على دينكم كما تحافظون على جنسكم )ــ لمُحرّري جريدة الصّراط السّوي والذي نشرته في عددها التّاسع الصّادر يوم الاثنين 25  رجب 1352 هجريّة الموافق ل 15 نوفمبر  1933 للميلاد :

        << قسم يتعلّم فيعرف من الماديات الكونيّة ما يعرف ولا يعرف شيئا من غذاء الرّوح التي بها حياة المادة واستثمار النّافع للجميع الاستثمار الخالي من الأثرة والأنانيّة ويعرفون من الآداب الوضعيّة الجافّة ما يعرفون ولكنّهم لا يعرفون تلك الآداب الإلهيّة التي تنبني على الإيمان وتتفرّع عنه وتتغذى به وتقوى بقوّته , تلك الآداب التي جمعها الإسلام في مثل قوله تعالى :(<< إنّ الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمُنكر والبغي يعظكم لعلّكم تذّكرون >>) (<< خذ العفو وأمر بالعُرف وأعرض عن الجاهلين >>) (<< ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنّه وليّ حميم >>) ويعرفون من حياة العظماء ما يعرفون ولكنّهم لا يعرفون شيئا عن أعظم عُظماء البشر وسيّدهم والمثل الكامل للبشريّة شيئا , يعرفون من العلوم والمعارف ما يعرفون ثمّ ينظرون في حالة قومهم المُسلمين فينقلبون باللّوم وما هو أكثر من اللّوم على الإسلام وما جاء به الإسلام ويخرجون للحياة العمليّة وهم لا يرون لهذا الإسلام قيمة ولا يربطهم باسمه إلاّ رباط العادة والأُلفة وسطوة الأكثريّة>>  .