شرحُ حديث مُحاجّة آدم وموسى عليهما السّلام

إرسال إلى صديق طباعة PDF
تقييم المستخدمين: / 0
سيئجيد 

        نقلا عن مقال بعُنوان ـ( لا لوم على من صدق المتاب )ـ , لمُحرّري مجلّة الشّهاب , والذي نشرته المجلّة في جُزءها الخامس من المُجلّد الخامس عشر , الصّادر في غرّة جُمادى الأولى 1358هجريّة المُوافق لـ 9 جوان 1939 للميلاد :

        << بسط وبيان : دلّت الأدلّة القطعيّة أنّ ما يكون من العبد سبق به علم الله ومضت به إرادته وكُتب عليه قبل أن يُخلق (<< إنّا كلّ شيء خلقناه بقدر >>) (<< وكلّ شيء فعلوه في الزّبُر >>) (<< ما أصاب من مُصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلاّ في كتاب من قبل أن نبرأها >>) كما دلّت الأدلّة القطعيّة على أنّ الإنسان مُؤاخذ بعلمه ملُوم لما عنده من التّمكّن وما له من الاختيار (<< لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت >>) (<< لم تقولون ما لا تفعلون >>) وأنّه لا مُؤاخذة عليه بعد التّوبة ولا لوم (<< إلاّ من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأولئك يُبدّلُ الله سيّئاتهم حسنات >>) .

        وآدمُ عليه السّلام كانت منه المُخالفة على التأويل وتاب الله عليه وكلّ ذلك قد كان في حياته فلم يبق عليه لوم بعد ذلك المتاب فلمّا لامه مُوسى لم يكُن سبب اللّوم من ناحيته ــ وهو المُخالفة ــ قائما لزواله بما كان من التّوبة , ولم يبق إلاّ التّقدير السّابق وهو لا دخل له فيه فكيف يُلامُ فقامت حُجّتُه على مُوسى بسبب انعدام ما يُوجبُ عليه اللّوم وهو المُخالفة فكان لومُ موسى في غير محلّه >> .