الفسادُ للصّلاح في الموت حياة ورحمة

إرسال إلى صديق طباعة PDF
تقييم المستخدمين: / 3
سيئجيد 

        قال الأستاذ الدّكتُور أحمد زكي المصري << أثبت باستورأنالمكروب ضروري للحياة على ظهر هذه الأرض ؟ . . . فإنّ الأموات من الحيوان والنّبات لا بدّ من تعفنها وتحلّلها وأكسدتها لتتسع البسيطة للنّبات الجديد , والحيوان الوليد , وأنّ هذا التّحلّل لا بدّ له من الأوكسجين , ولكن أوكسجين الجوّ عاجز عن هذه الأكسدة ؟ . . . فإنّها لا تتمّ إلاّ بواسطة المكروب , وإنّ المكروب منشؤه الهواء بحمله غُباره >> اهـ من قصّة المكروب .

فلولا فسادُ البيضة ما نقفت عن فرخ

ولولا فساد النّطفة ما صارت جنينا

ولولا فساد البذرة ما استحالت سُنبُلة

ولولا فسادُ الهواء ما نزل مطر

ولولا فساد المُجتمع ما بُعث نبيّ

ولولا فساد الحرب ما نشأت دُولٌ وأمم

ولولا فساد الموت ما أمكنت حياة

ولولا فسادُ الدّاء ما اكتُشف دواء

ولولا فسادُ الدّين ما تكوّن إصلاح

ولولا فسادُ العادة ما ظهر اكتشاف

ولولا فسادُ الرّأي ما كان انتقاد

ولولا فسادُ الإنفاق ما نجم ربح

ولولا فسادُ التّعبير ما عُرفت بلاغة

ولولا فسادُ الجهل ما طُلب علم

ولولا فسادُ الشّرّ ما مُدح خير

ولولا فسادُ العداء ما ثبتت محبّة

ولولا فسادُ المُزاحمة ما شحذت همّة وفكرة

ولولا فسادُ الطّبخ ما تُذوّق طعامٌ وغذاء

        والاستقراء شاهدٌ مُدهش , و << كلّ شيء فإنما فسادُه من ضدّه >> كما قيل , الخ , مُقتطف من رسالة << العلم والإعلام >> لواضعها في التّوحيد . 

عنّابة , زهير الزّاهري .  


مجلّة الشّهاب , الجُزء الثاني من المُجلّد الخامس عشر .