شُؤون وشُجون : رسالة طائشة

إرسال إلى صديق طباعة PDF
تقييم المستخدمين: / 1
سيئجيد 

        كان عُنوانها هكذا << جريدة مُعتدلة تسعى لإدماج العرب في الفرنسيين >> هذا بالفرنسيّة وأمّا بالعربيّة فقد كتب عليها اسم أحد المخذولين بالعاصمة ولكن ساعي البريد جهل صاحب هذه الرّسالة فسلّمها إلى صديق من أصدقائنا في العاصمة وهذا أرسلها هو بدوره إلى هذا العاجز الضّعيف , وأسرعت إليها فقرأتها فإذا هي تسوء صاحبها المخذول لو هو اطّلع عليها , فهي ليس فيها دراهم ولا فلوس , ولا ما يُبشّره بالدّراهم أو الفلوس , بل يقول له فيها : << . . . أنا لا أقدر أن أرسل إليكم بثمن الاشتراك لأنّي عاجز فقير , . . . ولكن جريدتكم ( يعني الورقة الخائنة المخذولة ) لم تصلني منذ شهور وقد فتّشت كثيرا عنها فلم أجد لها أثرا في هذه النّواحي , مع أنّ جريدة الصّراط لسان جمعيّة العلماء مُنتشرة موجودة في كلّ مكان من هذه القرى و<< الدّواوير >> وكلّ النّاس في هذه الجهات يقرؤون الصّراط ويتحدّثون بما فيها من ويلهجون بها , وإذا تأخّرت عنهم قليلا جزعوا وقلقوا عليها . . . ثمّ قال : وأنا أطلب جريدتكم ( يعني الورقة الخائنة المخذولة ) لكي أرى هل نشرتم فيها مقالي الذي كنت أرسلته إليكم مع الشّيخ المكّي سابقا ( ! ) وهو مقال لا نظير له , جمع فأوعى , وها أنا ذا منذ أربعة أسابيع مُكبّ على تلخيصه واختصاره , وعندما يتمّ أرسل إليكم بنُسخة منه لتنشروه أيضا , واعلموا أنّه لا يُفيدكم شيء مع هؤلاء العلماء : باديس وجماعته إلاّ أن تنشروا لهم مقالي << المُطوّل >> ثمّ مقالي << المُختصر >> لأنّهم لا يقبلون في الاحتجاج إلاّ الآيات القرآنيّة والأحاديث الصّحيحة وهم قد احتجّوا علينا بالآيات الكريمة وبالأحاديث الشّريفة وقد أفحموكم بذلك فلم تقدروا على تفنيد الآيات والأحاديث التي احتجّوا بها , أمّا مقالي << المُطوّل >> ومقالي << المُختصر >> فقد كانا عبارة عن تفنيد تلك الآيات القرآنيّة والأحاديث النّبويّة ( كذا , كذا ) فلماذا لم تنشروا مقالي << المُطوّل >> الذي عندكم ولماذا لم تُفنّدوا به القرآن والحديث اللّذين هما حجّة هؤلاء العلماء ؟ وتحققوا من الآن أنّ مقالي << المُختصر >> الذي سأرسله إليكم سينسف كلّ الآيات القرآنيّة وكلّ الأحاديث النّبويّة الصّحيحة التي احتجّوا بها ! ! >> .

        والرّسالة كلّها من هذا الطّراز في الكفر والهذيان , ونحن مع هؤلاء النّاس لا يسعنا إلاّ أن نُنشد قول الأوّل :

( ولو أنّي بُليت بهاشميّ   ***   خئولته   بنو    عبد    المدان

لهان عليّ ما ألقى  ولكن   ***   تعالوا فانظروا بمن ابتلاني )

                                                                                    محمّد السّعيد الزّاهري

جُمُعة ثانيّة : ـ[1]ـ

        كتب إلينا حضرة الفاضل المُحترم الأديب السّيد بلقاسم عبادة من مدينة سُكيكدة يقول إنّ مدينة سكيكدة مدينة إصلاحيّة تسعى لما فيه خيرها وصلاح دينها , وقد حدث أخيرا بها أنّ فئة قليلة  أرادت أن تُحدث صلاة جُمُعة ثانية في زاوية صغيرة هُنالك من الزّوايا , وقال أنّ المسجد الجامع العتيق في سكيكدة لا يزال يسع أكثر من مائة من المُصلّين من جديد , وهو يطلب منّا أن نُفتيه في هذه الجُمُعة الثانية هل هي صحيحة أم باطلة؟ .

تعليق للزّاهري:

        الذي في علمنا أنّ هذه الجُمُعة الثّانيّة لا تصحّ في هذه الزّاوية , أمّا أوّلا فليس هُنالك ضرورة لها , وأمّا ثانيا : فإنّ هذه الزّاوية ليست مسجدا لله بل هي محلّ خاص , يملكه مالك خاص , وقد كان بلغنا أنّ دُيونا كثيرة أثقلت هذه الزّاوية التي كانت << مرهونة >> بفائض وافر , وقرأنا أنّ هذه الزّاوية المرهونة قد طُرحت في باتنة للبيع في المزاد العلني ثمّ قرأنا أنّ أحد مالكيها قد اشتراها لنفسه ولكنّه لم يُسدّد إلى الآن ثمنها , وقد علمنا أيضا أنّها ستُطرح للبيع مرّة ثانية في المزاد العلني بأمر من المحكمة المدنيّة ( تريبينال سيفيل ) في باتنة , لأنّها لا تزال << مرهونة >> بأثقل الدّيون , ومحلّ هذه حالته لا يُمكن أن يُسمّى << جامعا >> ولا تصحّ الجُمُعة إلاّ في المسجد الجامع



 ـ : الصّراط السّوي العدد الخامس عشر [1]ـ