ترجمة العربيّة لعلوم الأوائل , والتّنبيه على سرّ عظيم في هذا

 نقلا عن مقال بعنوان ـ( العربيّة فضلها على العلم والمدنيّة )ـ ألقاه الأستاذ العلاّمة محمّد البشير الإبراهيمي في أحد الاجتماعات العامّة لجمعيّة العلماء , والذي نشرته مجلّة الشّهاب في جُزئها الأوّل من المجلّد الخامس عشر , الصّادر يوم الثلاثاء غُرّة محرّم 1358 هجريّة الموافق ل 21 فيفري 1939 للميلاد :

        << قامت اللّغة العربية في أقلّ من نصف قرن بترجمة علوم هذه الأمم ونُظمها الاجتماعيّة وآدابها , فوعت الفلسفة بجميع فروعها , والرّياضيات بجميع أصنافها والطّبّ والهندسة والأدب والاجتماع وهذه هي العلوم التي تقوم عليها الحضارة العقليّة في الأمم الغابرة والحاضرة , وهذا هو التّراث العقلي المُشاع الذي لا يزال يأخذه الأخير عن الأوّل وهذا هو الجزء الضّروري في الحياة الذي إمّا أن تنقله إليك فيكون قوّة فيك وإمّا أن تنتقل إليه في لُغة غيرك فتكون قوّة لغيرك , وقد تفطّن أسلافنا لهذه الدّقيقة فنقلوا العلم ولم ينتقلوا إليه >> .

سرّ بعث الرّسالة في مكّة دون غيرها من قبائل العرب

   نقلا عن مقال بعنوان ـ( العرب في القرآن )ـ ألقاه الأستاذ العلاّمة عبد الحميد بن باديس في أحد الاجتماعات العامّة لجمعيّة العلماء , والذي نشرته مجلّة الشّهاب في جُزئها الأوّل من المجلّد الخامس عشر , الصّادر يوم الثلاثاء غُرّة محرّم 1358 هجريّة الموافق ل 21 فيفري 1939 للميلاد :

        << كان منبع الرّسالة بمكّة وشأنها عند العرب هو شأنها فهم مُجمعون على تقديسها ولأنّها في وسط الجزيرة وصميمها ووسط الجزيرة بعيد كلّ البعد عن المُؤثّرات الخارجيّة في الطّباع والألسنة تلك المؤثّرات التي يجلبها الاحتكاك بالأجانب والاختلاط بهم , وكلّ أطراف الجزيرة لم تخلُ من لوثة في الطّباع وعُجمة في الألسنة جاءت من الاختلاط بالأجنبيّ ولا أضرّ على مُقوّمات الأمم من العروق الدّساسة , فاليمن دخلتها الدّخائل الأجنبيّة من الحبشة والفرس على طباع أهلها وألسنتهم , والشّام ومَشارفه كانت مُشرفة على الاستعجام والعراق والجزيرة لم يسلما من التّأثر بالطّباع الفارسيّة , فكانت هذه الأطراف تنطوي على عُروبة مُزعزعة المقوّمات ولم يُحافظ على الطّبع العربي الصّميم إلاّ صميم الجزيرة ومنه مكّة التي ظهر فيها الإسلام وهذا الوسط وإن كان عريقا في الصّفات التي تسَمّى العصر لأجلها جاهليّا , ولكنّه كان بعيدا عن الذل الذي يقتل العزّة والشّرف من النّفوس >> .

فرديّة الخالق وحده وزوجيّة كلّ ما عداه

 نقلا عن مقال بعنوان ـ( الفرار إلى الله ــ مجالس التّذكير ــ )ـ للأستاذ العلاّمة عبد الحميد بن باديس , والذي نشرته مجلّة الشّهاب في جُزئها الأوّل من المجلّد الخامس عشر , الصّادر يوم الثلاثاء غُرّة محرّم 1358 هجريّة الموافق ل 21 فيفري 1939 للميلاد :

       << آية كونيّة في الآية القرآنيّة : من الأزواج ما هو ظاهر مُشاهد معلوم من قديم مثل السّماء والأرض , واللّيل والنّهار والحرّ والبرد والذكر والأنثى في الحيوان وبعض النّبات , ومنها ما كشفه العلم بما مهّد الله له من أسباب كالجُزء الموجب والجُزء السّالب في القوّة الكهربائيّة وفي الذرة التي هي أصل التّكوين فلا فرديّة إلاّ لخالق هذه الأزواج كلّها الذي أنبأنا بها قبل أن تصل إلى تمام معرفتها العقول فكان من مُعجزات القرآن العلميّة التي يُفسّرها الزّمان بتقدّم الإنسان في العلم والعُمران >> .

أسعد ساعات الإنسان

  نقلا عن مقال بعنوان ـ( العلماء العاملون حُماة الأمّة )ـ للشيخ عبد اللّطيف القنطري ـ( رحمه الله )ـ العضو بجمعيّة العلماء , والذي نشرته جريدة الشريعة النّبويّة في عددها السّادس , الصّادر يوم الاثنين  29 ربيع الثاني 1352 للهجرة الموافق ل 21 أوت 1933 للميلاد :

       << إنّ أسعد ساعة قضاها الإنسان في هذه الحياة وأفضل حلقة مرت به من سلسلة تلك الحياة ما كانت في سبيل العلم , العلم النافع الذي تعود فوائده وتجنى ثمرته , على أمّة هي في أشد الحاجة إلى جهود عظيمة ونفوس كبيرة يبذلها الفرد لإسعاد أمّـته , السعادة الحقّة , السعادة الدينية والدنيوية , السعادة التي   لا شقاء معها سواء في ذي الدار أو في تلك الدار >> . 

الصفحة 38 من 41