إلى الدين الخالص قصيدة للشيخ الطيب العقبي

إرسال إلى صديق طباعة PDF
تقييم المستخدمين: / 12
سيئجيد 

 

ماتت السنّة في هذي البلاد*** قُبِر العلم وساد الجهل ساد

وفشا داء اعتقادٍ باطل ***في سهول القطر طُرًّا والنِّجاد

عبد الكلُّ هواء شيخه ***جدّه ، ضلّوا وضلّ الاعتقاد

حكّموا عاداتِهم في دينهم *** دون شرع الله إذْ عمَّ الفساد

لستُ منهم لا ولا منيّ همُ *** ويْلهم يا ويلهم يومَ المعاد

يوم يأتي الخلقُ في الحشر وقد *** نُشِروا نشر فراش وجراد

يوم لا تنفعهم معذرة *** ولظى مأواهم بئس المهاد

يصهر الساكن في أطباقها *** كلما أحرق منه الجلد عاد

وكّل الله بمن حل بها *** جمع أملاك غلاظ وشداد

أكلهم فيها ضريع شربهم *** من حميم لبسهم فيها سواد

كلّما فكرت في أمرهم *** طال حزني وتغشاني السهاد

أيها الأقوام إن تبغوا الهدى *** مالكم والله غير العلم هاد

إنني أنصحكم نصح امرئ *** ماله غير التقى والخوف زاد

كلما ينقص يوما عمره *** خوفه من هول يمو الحشر زاد

مازرعتم في غد تلقونه ** ليس يجدي ندما يوم الحصاد

أيها السائل عن معتقدي *** يبتغي مني ما يحوي الفؤاد

إنني لست ببدعي ولا *** خارجي دأبه طول العناد    

يحدث البدعة في أقوامه *** فتعم الأرض نجدا ووهاد

ليس يرض الله من ذي بدعة *** عملا إلا تاب وهاد

لست ممن يرتضي في دبنه *** ما يقول الناس زيد أو زياد

بل أنا متبع نهج الألى *** صدعوا بالحق في طرق الرشاد

حجتي القرآن فيما قلته *** ليس لي إلا على ذاك استناد

وكغا ما سنه خير الورى *** عدتي وهو سلاحي والعتاد

وبذا أدعو إلى الله ولي  *** أجر مشكور على ذاك الجهاد

منكم لا أسأل الأجر ولا *** أبتغي شكركم بله الوداد

مذهبي شرع النبي المصطفى *** واعتقادي سلفي ذو سداد

خطتي علم وفكر نظر *** في شؤون الكون بحثا واجتهاد

وطريق الحق عندي واحد *** مشربي مشرب قرب لا ابتعاد

لا أرى الأشياخ في قبضتهم *** كلّ شيئ بل هم مثل العباد

وعلى من يدعي غير الذي *** قلته إثبات دعوى الاتحاد

قال قوم : سلم الأمر لهم *** تكن السابق في يوم الطراد

تنل المقصود تحظى بالمنى *** وترى خيلك في الخيل الجياد

قلت إني مسلم يا ويحكم *** ليس لي إلا إلى الشرع انقياد

قولكم هذا هراء أصله *** ماروت هند وماقالت سعاد

أنا لا أسلم نفسي لهم *** لا ولا ألقي إليهم بالقياد

لست أدعوهم كما قلتم وقد *** عجزوا عن طرد بقّ أو قراد

لست من قوم على أصنامهم *** عكفوا يدعونها في كل واد

كلم أنشد شاد فيهم *** قول شرك ذهبوا في كل واد

كم بنوا قبرا وشادوا هيكلا *** وصروح الغي بالجهل تشاد

غرهم من داهنوا في دينهم *** وارتضوا في سيرهم ذر الرماد

إنني ألعنهم مما بدا ***حاضرٌ في إفكه منهم وباد

وأنا خصم لهم أنكرهم *** كيف ما كانوا جميعا أو فراد

علمونا طرق العجز وما *** منهم من لسوى الشر أفاد

طالما جد الورى في سيرهم *** وهم كم صهم طول الرقاد

إن سادات الورى قادتهم  *** بعلوم ما حدا بالركب حاد

وهم ردئي وعوني نصرتي *** ووقائي ما اعتدت تلك العواد

تلكم السادة ما صدهم *** عن هوى دينهم في الحق صاد

لست أدعو غير ربي أحدا *** وهوسؤلي وملاذي والعماد

وله الحمد فقد صيرنا *** بالهدى فوق نزار وإياد

فاعبدوا ما شئتم من دونه *** ما عناني منكم ذاك العناد

لست منقادا إلى طاغوتكم *** بظبي البيض ولا السمر الصعاد

لم أطف قط بقبر لا ولا *** أرتجي ما كان من نوع الجماد

لست أكسو بحرير جدثا *** نُخرت أعظمه من عهد عاد

لا أشد الرحل أبغي حجه *** قربة تنفعني يوم التناد

حالفا كل يمين إنه *** سوف يقضي حاجتي ذاك الجواد

لا أسوق الهدي قربانا له *** " زردة " يدعونها أهل البلاد

وفراري كلما أفضعني *** حادث يلبسني ثوب الحداد

للذي اطلب رزقي دائما *** منه إدذ ليس لما يعطي نفاذ

وإذا زرت أزر معتبرا *** بقبور مات من فيها وباد

داعيا ربي لهم مستغفرا *** راجيا لكل في الخير ازدياد

والذي مات هو المحتاج لي *** هكذا أقضي ولا أخشى انتقاد

لا أنادي صاحب القبر أغث *** أنت قطب أنت غوث وسناد

قائما أو قاعدا أدعو به *** إن غا عندي شرك وارتداد

لا أناديه ولا أدعو سوى *** خالق الخلق رؤوف بالعباد

من له أسماؤه الحسنى وهل *** أحد يدفع ما الله أراد

مخلصا ديني له ممتثلا *** أمره لا أمر من زاغ وحاد

حسبي الله وحسبي قربه *** علهمه رحمته فهو المراد

     

المصدر : جريدة المنتقد العدد الثامن الصفحة الأولى