هل أنت مُسلم حقيقي أم مُسلم جُغرافي

إرسال إلى صديق طباعة PDF
تقييم المستخدمين: / 0
سيئجيد 

        نقلا عن مقال لمحرّري جريدة الصّراط السّوي في عددها الرّابع , الصّادر يوم الاثنين 19 جُمادى الثّانية 1352 للهجرة الموافق ل 9 أكتوبر 1933 للميلاد :

        <<  لا يؤمن أحدكم حتّى يكون الله ورسوله أحبّ إليه ممّا سواهما وحتّى يكون محمّد صلّى الله عليه وسلّم أحبّ إليه من ولده ووالده ومن روحه التي بين جنبيه , بهذا صحّت الآثار النّبويّة وعليه وقع الإجماع .

        وما مظهر هذه المحبّة إلاّ التّمسك بالإسلام والمحافظة عليه والعمل على بقائه راسخا في القلوب منتشرا في آفاق الأرض , فترى المسلم الحقيقي إذا هذى الله أحدا للإسلام أو أقيمت شعيرة من شعائر الإسلام أو رأى مظهرا كريما من مظاهر الإسلام ــ كأنّما سِيقت إليه الدّنيا بحذافيرها وإن كان ذلك في بلد غير بلده وقوم غير قومه ــ , وترى المسلم النّسبي أو المسلم الجغرافي ــ على حدّ تعبير بعضهم ــ يرى أبناء المسلمين تتخطّفهم أيدي المضلّلين أو يهملون عن التّعليم الإسلامي حتّى يشبّوا جاهلين به وعلى غير مبادئه , ومُشربين غير روحه ولا يربطهم به إلاّ خيط من العادة رقيق , ويرى شعائر الإسلام تُداس وتُهان ويرى المظاهر المُزرية بالإسلام المُلصقة كذبا وظُلما به تقام , يرى هذا كلّه ولا يتحرّك منه عِرق ولا تكون له غيرة ولا حميّة ولو كان ما يراه في بلده وقومه وفي نفس أبنائه , لِنزن أنفسنا بهذا الميزان حتّى نعرف أين نحن من الإسلام الصّحيح والإسلام النّسبي أو الجغرافي >> .