المؤمنون أولياء الله

إرسال إلى صديق طباعة PDF
تقييم المستخدمين: / 1
سيئجيد 

نقلا عن مقال ــ( بعنوان : جمعيّة العلماء المسلمين وأوشاب القوم المُفسدين )ــ للشّيخ العلاّمة محمّد تقي الدّين الهلالي  ــ( رحمه الله )ــ , في مقال أرسله إلى جريدة الصّراط السّوي والذي نشرت جزءا منه في عددها السّابع الصّادر يوم الاثنين11  رجب 1352 هجريّة الموافق ل 30  أكتوبر 1933 للميلاد :

        << اعلموا وفقكم الله لسلوك سواء السّبيل وحفظكم من الوقوع في مهاوي الجهالة أنّ المؤمنين جميعا أولياء الله ومن لم يكن وليّ الله فهو عدوّ الله وقد رأينا كتاب الله جعل النّاس فريقين أولياء الله وأعداء الله وبيّن أوصاف الفريقين لكن ولاية الله تتفاوت تفاوتا عظيما فمن المُسلمين من يكون حظّه منها ضئيلا جدا حتّى يكون ظاهره بأعداء الله أشبه منه بأوليائه وهذا الذي يُخاف عليه سوء الخاتمة لانهماكه في المعاصي وجهله بما جاء به كتاب الله وسنّة نبيّه ولقلّة نصيبه من أسباب الولاية التي ذكرها الله في قوله (<< ألا إنّ أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون الذين آمنوا وكانوا يتّقون لهم البُشرى في الحياة الدّنيا وفي الآخرة >>) فجعل الله الإيمان والتّقوى شرطا في نيل الولاية والإيمان والتّقوى يتوقّفان على معرفة ما يُؤمن به المرء وما لا يُؤمن به وما يُتقيه وما يعمله وقال الإمام ابن عاشر رحمه الله :

وحاصل التّقوى اجتناب وامتثال   ***   في ظاهر وباطن بذا تُنال

        وإنّما يعرف ذلك بمعرفة الكتاب والسّنّة , . . . . , فمن النّاس من يُوفّقه الله إلى العلم والعمل فيزيد إيمانه وتقواهُ فتكون درجة ولايته عالية عظيمة إلى أن يبلغ إلى الصّدّيقيّة ومنهم من يقلّ إيمانه وتقواهُ ويستزلّه الشّيطان ويُزيّن له مُعاداة العلماء واتّباع الجهّال فيضلّونه حتّى يبلغ إلى دركة الفسق ويكون نور إيمانه ضعيفا مع اشتداد رياح البدع والأهواء فربّما أدركته عناية سابقة فتاب ورجع إلى الله باتّباع الكتاب والسّنّة والسّلف الصّالح ورُبّما انطفأ نور إيمانه فمات على سوء الخاتمة عياذا بالله ولِياذا به , وبين الفاسق والصّديق درجات كثيرة حسب تفاوت النّاس في الإيمان والتّقوى >> .