نصّ رسالة بليغة وردت إلى الإمام الزّهري من بعض أصدقائه

إرسال إلى صديق طباعة PDF
تقييم المستخدمين: / 0
سيئجيد 

        نقلا عن مقال بعنوان : ــ( خُذلان النّهضة )ــ للأستاذ أبو العبّاس أحمد الهاشمي ــ( رحمه الله )ــ , والذي نشرته جريدة الصّراط السّويّ في عددها الثاني عشر الصّادر يوم الاثنين 16 شعبان 1352 هجريّة المُوافق ل 4 ديسمبر 1933 للميلاد :

        << عافانا الله وإيّاك يا أبا بكر من الفتن , فقد أصبحتَ بحال ينبغي لمن عرفك أن يدعو لك ويرحمك , أصبحت شيخا كبيرا وقد أثقلتك نعم الله لمّا علّمك الله من كتابه وعلّمك من سُنّة نبيّه وليس كذلك أخذ الله الميثاق على العلماء , قال الله سُبحانه وتعالى : (<< لتُبيننّه للنّاس ولا تكتمونه>>) واعلم أنّ أيسر ما ارتكبت وأخفّ ما احتملت أنّك آنست وحشة الظّالم وسهّلت سبيل الغيّ بدُنوّك ممّن لم يُؤدّ حقا ولم يترك باطلا حين أدناك اتّخذوك قُطبا تدور عليك رحى ظُلمهم وجسرا يعبرون عليك إلى بلائهم وسُلّما يصعدون فيك إلى ضلالهم , يُدخلون الشّكّ بك إلى العلماء ويقتادون بك قلوب الجُهلاء , فما أيسر ما عمروا لك في جنب ما خرّبوا عليك , وما أكثر ما أخذوا منك في جنب ما أفسدوا عليك من دينك , فما يُؤمنك أن تكون ممّن قال الله فيهم : (<< فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصّلاة واتّبعوا الشّهوات فسوف يلقون غيّا>>) فإنّك تُعامل من لا يجهل , ويحفظ عليك من لا يغفل , فداو دينك فقد دخله سقم وهيئ زادك فقد حضر السّفر البعيد وما يخفى على الله من شيء في الأرض ولا في السّماء ا هـ >> .