أصول المُلك البشري

إرسال إلى صديق طباعة PDF
تقييم المستخدمين: / 1
سيئجيد 

        نقلا عن مقال بعنوان ـ( مُلك النّبوّة ــ مجالس التّذكير ــ )ـ للأستاذ العلاّمة عبد الحميد بن باديس , والذي نشرته مجلّة الشّهاب في جُزئها الثاني من المجلّد الخامس عشر , الصّادر في غُرّة صفر 1358 هجريّة الموافق ل 23 مارس 1939 للميلاد :

        << من طبيعة المُلك البشري ــ . . . . ــ أنّه لا يُقيم ميزان العدل بين أبناء المملكة وغيرهم فتراه يكيل لهؤلاء بمكيال ولهؤلاء بمكيال , ولا يرعى من العهود ــ في الغالب ــ إلاّ ما لا يُعارض مصلحته أو تُلزمه بمُراعاته قوّة خصمه , كما أنّه يكاد يقصر برّه وإحسانه على أبناء جلدته ومن كانوا من جنسه ولونه كما أنّه يبني أمره على القوّة المُطلقة فتندفع مع رغباته إلى أقصى ما يُمكنها أن تصل إليه فيكون البغي والتّسلّط والعدوان , كما أنّه تستهويه زينة الحياة الدّنيا وزخارفها فتمتدّ يده إليها حيثما وجدها فتتنازعها الأيدي بالقوّة والحيلة وتذهب في أفانينها الشّهوات بالنّاس إلى النّقص والرّذيلة >> .