الاعتماد على النّفس , والسّعيُ وراء العمل

 

        نقلا عن مجلّة الشّهاب , في جُزئها السّادس من المُجلّد الخامس عشر , الصّادر غُرّة جُمادى الثانيّة 1358 للهجرة المُوافق لـ 18 جويلية 1939 للميلاد :

        << حثّ الإسلامُ أن يسعى المرءُ على رزقه مُعتمدا على نفسه فلا يكونُ عالة على غيره , قال الله تعالى في كتابه العزيز : (<< فامشُوا في مناكبها وكلوا من رزقه >>) ويقول سيّدُنا عُمر بنُ الخطّاب رضي الله عنه : << لا يقعُد أحدُكم عن طلب الرّزق وهو يقول اللّهمّ ارزُقني وقد علم أنّ السّماء لا تُمطرُ ذهبا ولا فضّة وإنّما يرزُق الله النّاس بعضهم من بعضهم >> .  الكفاح   

الأدبُ في قبوُل العلم

 

        نقلا عن مقال بعُنوان ـ( مجالس التّذكير , مُلك النّبوّة , القسم الخامس )ـ للعلاّمة ابن باديس رحمه الله , والذي نشرته مجلّة الشّهاب في جُزئها السّادس من المُجلّد الخامس عشر الصّادر غُرّة جُمادى الثانيّة 1358 هجريّة المُوافق لـ 18 جويلية 1939 للميلاد :

        << أدبٌ واقتداء : . . . للصّغير أن يقول للكبير وللحقير أن يقول للجليل علمتُ ما لم تعلم وعندي ما ليس عندك إذا كان من ذلك على يقين وكان لقصد صحيح , ومن أدب من قيل له ذلك ولو كان كبيرا جليلا أن يتقبّل ذلك ولا يُبادر بردّه وعليه أن ينظُر فيه ليعرف مقدار صدق قائله فيقبله أو يردّه بعد النّظر والتّأمّل , إذ قد يكون في أصغر مخلوقات الله وأحقرها من يُحيط علما بما لم يُحط مثلُ سُليمان صلّى الله عليه وسلّم في علمه وحكمته واتساع مدركاته , وكفى بمثل هذا زاجرا لكلّ ذي علم عن الإعجاب بعلمه والاغترار بسعة اطّلاعه والتّرفع عن الاستفادة ممّن دونه >> . 

التّبشير بسيّد ولد آدم أجمعين

        نقلا عن مقال بعُنوان ـ( الشّاعرُ الذي طمع في النّبوّة )ـ للأستاذ ابن ذياب أحمد , والذي نشرته مجلّة الشّهاب في جُزئها السّادس من المُجلّد الخامس عشر الصّادر غُرّة جُمادى الثانيّة 1358 هجريّة المُوافق لـ 18 جويلية 1939 للميلاد :

        <<   جاءت البشارات تلوَ البشارات , بأنّ خير الأنبياء آخرهم , وأنّ أفضلهم خاتمهم , وأنّ أمّته ستكونُ خير أمّة أخرجت للنّاس تأمُرُ بالمعروف وتنهى عن المُنكر , وأنّ مبعث هذا النّبيّ المُرسل بطاح الجزيرة العربيّة , حيثُ رفع إبراهيم القواعدُ من البيت وإسماعيلُ .

        بشر التّوراة بمحمد في نُخبة من بشّر بهم من الأنبياء , ثمّ جاء الإنجيل مُؤيّدا لتلكم البشارات شارحا لها مُحدّدا صفات النّبيّ العربيّ الكريم , بما وصفه به في قوله : << إنّه يُوبّخُ العالم على خطيئته ويُعلّمُ النّاس جميع الحق , لأنّه لا ينطق من عنده بل يتكلّم بما سمع >>([1]) ــ (<< وما ينطقُ عن الهوى ــ إن هو إلاّ وحيٌ يوحى ــ علّمه شديد القوى >>) (<< وإذ قال عيسى ابنُ مريم يا بني إسرائيل إنّي رسُولُ الله إليكم مُصدّقا لما بين يديّ من التّوراة ومُبشّرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد >>) .



  [1] : انظُر إنجيل برنابا ــ أو نُورُ اليقين في سيرة سيّد المُرسلين ــ للخضري .

علّة عدم إيمان كثير ممّن أدرك الإسلام ولم يُؤمن

        نقلا عن مقال بعُنوان ـ( الشّاعرُ الذي طمع في النّبوّة )ـ للأستاذ ابن ذياب أحمد , والذي نشرته مجلّة الشّهاب في جُزئها السّادس من المُجلّد الخامس عشر الصّادر غُرّة جُمادى الثانيّة 1358 هجريّة المُوافق لـ 18 جويلية 1939 للميلاد :

        << كثيرا من رجالات العرب أدركوا أنّ النّبيّ صادق , وأنّ الحقّ في جانبه وأنّ ما دعا إليه من عند الله , ولكنّهم لم يُؤمنوا حسدا وكبرياء وأسفا وحسرة على الذي فاتهم من نُزُول الوحي وعدمُ وُقوع اختيار البعث عليهم وما أمرُ الوليد بنُ المُغيرة وجماعتُه الذين قالوا : (<< لولا نُزّل هذا القرآن على رجُل من القريتين عظيم >>)([1]) يعازب عن أذهاننا , وأشباهُ الوليد من أعداء الإسلام كثير لا يُحصيهم عدّ >> .



  [1] : القريتين : مكّة والطّائف , والرّجُلين : الوليد بنُ المُغيرة وأبو مسعود عُمر بنُ عُمير الثقفي سيّد ثقيف .

الصفحة 24 من 41