نُبذة عن مُحاضرات الشّيخ الطّيّب العُقبي

       نقلا عن مقال بعُنوان : ـ( المسألة الدّينيّة الإسلاميّة الجزائريّة )ـ لأحد الصّحفيين الفرنسيين, والذي نشرته جريدة الصّراط السّويّ في عددها الثالث عشر الصّادر يوم الاثنين 23 شعبان 1352 هجريّة المُوافق لـ 11 ديسمبر 1933 للميلاد :

        << للشّيخ بلاغة وسلاقة وحسن بيان يُمكنه من إقناع سامعيه في أعظم الأدمغة بلاهة , فالجاهلون تعلّموا بواسطته معاني الصّلاة والعبادة الحقة والمعاني السّاميّة المقصودة من كلّ حركة يأتيها المُصلّي في صلاته , إنّ العمل العظيم الذي يقوم بأدائه الشّيخ العقبي قد تملّك قلب العالم في معهده والفلاّح في كوخه فهو الرّجل المسموع الكلمة المُحترم بين مُسلمي القطر الجزائري >> .

أعداء عُلماء الإصلاح زمن الاستعمار

       نقلا عن مقال بعُنوان ـ( جمعيّة العُلماء المُسلمين وأوشاب القوم المُفسدين )ـ للعلاّمة محمّد تقيّ الدّين الهلالي , والذي نشرته جريدة الصّراط السّويّ في عددها السّادس الصّادر يوم الاثنين 4 رجب 1352 هجريّة المُوافق لـ 23 أكتوبر 1933 للميلاد :

        << الشّيطان قد نفخ في أنوف قوم يُحبّون الصّيد في الماء العكر وآخرون مالئوهم لأغراض نفسية سخيفة اشتروها بدينهم وعروبتهم وشرف أمّتهم وبئسما اشتروا , وأوشاب من العوام الجهّال المساكين أتباع كلّ ناعق والذي تولّى كبره منهم له عذاب أليم , فأخذ هؤلاء الأشابة الأمشاج يكيدون كيدا (<< والله يكيد كيدا >>) أراد هؤلاء المشائيم أن يقضوا على جمعيّة العلماء ومشروعاتها وغرسها في مهدها قبل أن تُؤتي ثمارها اليانعة التي تعوق شياطين الإنس المُتآكلين بالدّين عن مآكلهم وساءهم أن يروا الحياة تدبّ في جسم الأمّة الجزائريّة اليائسة التي توالت السّنون على أرض عقول أبنائها الخصبة وأرادوا أن يفجعوا العالم الإسلامي والعربي وسائر أهل الشرق بنبأ موت الجمعيّة وموت إصلاحها وغور ينبوع نورها ولم يرقبوا في الأمّة ولا في الدّين إلاّ ولا ذمّة وقست قلوبهم وغلظت طباعهم فلم يرقوا لحال أبناء الجزائر ونشئها الذين بدءوا يتذوّقون لُبان العلم ويُطفئون لهيب ظمأهم بماء الحياة , وأرادوا بهم كيدا ليُردوهم ويُردوهم في حافرتهم وينكصوهم على أعقابهم ويئدوهم ويدسّوهم في التّراب ألا ساء ما يزرون >> .

العبدُ بين داعيين مُختلفين

      نقلا عن مقال ــ( فضل السّجود والحثّ عليه )ــ للعلاّمة ابن باديس ــ( رحمه الله )ــ , والذي نشرته جريدة الصّراط السّويّ في عددها العاشر الصّادر يوم الاثنين 2 شعبان 1352 هجريّة المُوافق ل 22 نوفمبر 1933 للميلاد :

        << حقيقة نفسية : العبد بين داعيين مُختلفين دينه يدعوه إلى الحسنى وينهض به للعلاء ونفسه تدعوه إلى السّوئ وتنحطّ به إلى الحضيض , ولا ينحطّ المسلم عن مقامات الكمال إلاّ بإجابته داعي نفسه وإعراضه عن داعي دينه فالنّفس هي الجاذب القوي إلى دركات الانحطاط >> .

معنى دقيق في سُؤال سُليمان نفسهُ مالي لا أرى الهُدهُد

 

        نقلا عن مقال بعُنوان ـ( مجالس التّذكير ــ مُلك النّبوّة )ـ , للعلاّمة ابن باديس , والذي نشرته مجلّة الشّهاب في الجُزء الخامس من المُجلّد الخامس عشر , الصّادر في غرّة جُمادى الأولى 1358هجريّة المُوافق لـ 9 جوان 1939 للميلاد :

        <<  تدقيق لُغويّ وعرض علميّ : سأل سُليمان عن حال نفسه فقال : ما لي لا أرى الهُدهُد ولم يسأل عن حال الهُدهُد فيقل ما للهُدهد لا أراه فأنكر حال نفسه قبل أن يُنكر حال غيره , فنقل الحافظ الإمام ابن العربي عن الإمام عبد الكريم بنُ هوازن القشيري شيخ الصّوفيّة في زمانه قال : ( إنّما قال ما لي لا أرى لأنّه اعتبر حال نفسه ذا علم أنّه أوتي المُلك العظيم وسخّر له الخلق فقد لزمه حقّ الشّكر بإقامة الطّاعة وإدامة العمل فلمّا فقد نعمة الهُدهُد توقع أن يكون قصّر في حقّ الشّكر فلأجله سلبها فجعل يتفقد نفسهُ فقال ما لي وكذلك تفعل شُيوخ الصّوفيّة إذا فقدوا آمالهم , تفقدوا أعمالهم هذا في الآداب فكيف بنا اليوم ونحنُ نُقصّر في الفرائض ) >> .

الصفحة 27 من 42