الأدبُ في قبوُل العلم

 

        نقلا عن مقال بعُنوان ـ( مجالس التّذكير , مُلك النّبوّة , القسم الخامس )ـ للعلاّمة ابن باديس رحمه الله , والذي نشرته مجلّة الشّهاب في جُزئها السّادس من المُجلّد الخامس عشر الصّادر غُرّة جُمادى الثانيّة 1358 هجريّة المُوافق لـ 18 جويلية 1939 للميلاد :

        << أدبٌ واقتداء : . . . للصّغير أن يقول للكبير وللحقير أن يقول للجليل علمتُ ما لم تعلم وعندي ما ليس عندك إذا كان من ذلك على يقين وكان لقصد صحيح , ومن أدب من قيل له ذلك ولو كان كبيرا جليلا أن يتقبّل ذلك ولا يُبادر بردّه وعليه أن ينظُر فيه ليعرف مقدار صدق قائله فيقبله أو يردّه بعد النّظر والتّأمّل , إذ قد يكون في أصغر مخلوقات الله وأحقرها من يُحيط علما بما لم يُحط مثلُ سُليمان صلّى الله عليه وسلّم في علمه وحكمته واتساع مدركاته , وكفى بمثل هذا زاجرا لكلّ ذي علم عن الإعجاب بعلمه والاغترار بسعة اطّلاعه والتّرفع عن الاستفادة ممّن دونه >> . 

التّبشير بسيّد ولد آدم أجمعين

        نقلا عن مقال بعُنوان ـ( الشّاعرُ الذي طمع في النّبوّة )ـ للأستاذ ابن ذياب أحمد , والذي نشرته مجلّة الشّهاب في جُزئها السّادس من المُجلّد الخامس عشر الصّادر غُرّة جُمادى الثانيّة 1358 هجريّة المُوافق لـ 18 جويلية 1939 للميلاد :

        <<   جاءت البشارات تلوَ البشارات , بأنّ خير الأنبياء آخرهم , وأنّ أفضلهم خاتمهم , وأنّ أمّته ستكونُ خير أمّة أخرجت للنّاس تأمُرُ بالمعروف وتنهى عن المُنكر , وأنّ مبعث هذا النّبيّ المُرسل بطاح الجزيرة العربيّة , حيثُ رفع إبراهيم القواعدُ من البيت وإسماعيلُ .

        بشر التّوراة بمحمد في نُخبة من بشّر بهم من الأنبياء , ثمّ جاء الإنجيل مُؤيّدا لتلكم البشارات شارحا لها مُحدّدا صفات النّبيّ العربيّ الكريم , بما وصفه به في قوله : << إنّه يُوبّخُ العالم على خطيئته ويُعلّمُ النّاس جميع الحق , لأنّه لا ينطق من عنده بل يتكلّم بما سمع >>([1]) ــ (<< وما ينطقُ عن الهوى ــ إن هو إلاّ وحيٌ يوحى ــ علّمه شديد القوى >>) (<< وإذ قال عيسى ابنُ مريم يا بني إسرائيل إنّي رسُولُ الله إليكم مُصدّقا لما بين يديّ من التّوراة ومُبشّرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد >>) .



  [1] : انظُر إنجيل برنابا ــ أو نُورُ اليقين في سيرة سيّد المُرسلين ــ للخضري .

علّة عدم إيمان كثير ممّن أدرك الإسلام ولم يُؤمن

        نقلا عن مقال بعُنوان ـ( الشّاعرُ الذي طمع في النّبوّة )ـ للأستاذ ابن ذياب أحمد , والذي نشرته مجلّة الشّهاب في جُزئها السّادس من المُجلّد الخامس عشر الصّادر غُرّة جُمادى الثانيّة 1358 هجريّة المُوافق لـ 18 جويلية 1939 للميلاد :

        << كثيرا من رجالات العرب أدركوا أنّ النّبيّ صادق , وأنّ الحقّ في جانبه وأنّ ما دعا إليه من عند الله , ولكنّهم لم يُؤمنوا حسدا وكبرياء وأسفا وحسرة على الذي فاتهم من نُزُول الوحي وعدمُ وُقوع اختيار البعث عليهم وما أمرُ الوليد بنُ المُغيرة وجماعتُه الذين قالوا : (<< لولا نُزّل هذا القرآن على رجُل من القريتين عظيم >>)([1]) يعازب عن أذهاننا , وأشباهُ الوليد من أعداء الإسلام كثير لا يُحصيهم عدّ >> .



  [1] : القريتين : مكّة والطّائف , والرّجُلين : الوليد بنُ المُغيرة وأبو مسعود عُمر بنُ عُمير الثقفي سيّد ثقيف .

من شهادات الأجانب للإسلام

 

        نقلا عن مجلّة الشّهاب , في جُزئها السّادس من المُجلّد الخامس عشر , الصّادر غُرّة جُمادى الثانيّة 1358 للهجرة المُوافق لـ 18 جويلية 1939 للميلاد :

        << عظمة الإسلام : إنّ الإسلام ليس دينا بالمعنى المُجرّد الخاصّ الذي نفهمه من هذه الكلمة بل هو مُجتمع بالغ تمام الكمال يقوم على أساس ديني ويشمُل كلّ مظاهر الحياة الإنسانيّة لأنّ ظروف نُموّه أدّت من أوّل الأمر إلى ربط الدّين بالسّياسة وقد أكّد هذه النّزعة الأصيلة ما تلا ذلك من صوغ القانون الإسلامي والتّنظيم الاجتماعي >> .                                    ماسينيون  عن الجزيرة السّوريّة  

الصفحة 25 من 42